الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الإعلام الصهيوني :اليمين الإسرائيلي يخطط للملك عبد الله الثاني بأيدي إيرانية

    يقال أن هنالك عدو حقيقي وهنالك عدو مصطنع , وعدوك الحقيقي ليس من يطلق عليك النار بل من يدل خصمك على أسهل الطرق لتوجيه رصاصاته!,ومع إختلاف المواقع وتناثر المواقف، وما يحصل في إقليم الشرق الأوسط من مخططات واللعب بإسم الطائفية للضحك على الشيعة العرب من جهة وقتل العرب السنة من الجهة الأخرى ، وأيضا على وتر فلسطين وتحريرها حتى أصبحت القضية مرتقة من الداخل قبل الخارج .

    بعد ذلك، ندخل في لعبة إزدواجية العدو للعرب , وهل يمكن إعتبار إيران عدونا الأول؟ والصهيوامريكية عدونا الثاني؟ أم العكس إن جاز تصنيف وترتيب الأعداء تبعا لخطورتهم علينا نحن العرب ؟

    ولن أسمح بجلد الأخر لي والتشكيك بإتجاهاتي ومبادئي . فأنا عربية قومية حد النخاع , ولست من هواة التصنيفات ، فأعداء العرب في إزدياد يوم بعد أخر حتى أصبحنا نحن أنفسنا أعداء لذاتنا ويزداد السعار بين الشعوب والحكام من جهة وبين الشعوب فيما بينهم من جهة أخرى ، وأصبح الأمر متداخلا إلى حد يصعب معه الفصل، بين عدونا الأول و الثاني أو حتى الثالث والرابع وحتى المئة .

    ومن إعلام عدوك قد ترى الوجه المخفي عنك , لن أتحدث عن الإعلام الإيراني هنا بل عن الإعلام الصهيوني, فإيران تتماهى مع أي مشروع يحقق لها مصالحها، وكذا الحال بالنسبة لكيان إسرائيل، فالبراغماتية التي تسير الدولتين لا علاقة لها بأي مبادئ، لا يهودية ولا إسلامية.بل يسيران جنبا إلى جنب، كل يخدم مصالحه على حسابنا مخطط ثم أهداف ثم مصالح .

    ومن هنا أشير الى ما كتب أمس الصحفي الصهيوني اليميني المتطرف روجيل ألفير في صحيفة هآريتس العبرية في مقال يحمل عنوان (خطط اليمين الاسرائيلي للملك عبد الله ) . أشار فيه الى أنه مرة أخرى ، من الواضح أن اليمين الإسرائيلي ليس لديه حل لقضية الحقوق المدنية للفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الضم المخطط له من قبل نتنياهو ، بإستثناء الإطاحة بالنظام الملكي الهاشمي في الأردن. ومرة أخرى ، إتضح أن لكل من اليمين الإسرائيلي وإيران آية الله شراكة قوية و مصالح مشتركة.(وربما نذكر هنا بفضيحة عوفر غيت ).

    في إعلامهم الصهيوني , تم الاشارة في مقالة روجيل ألفير الى نقاط عدة منها أن اليمين الإسرائيلي لديه حاجة حقيقية لإيران قوية ، ينتشر نفوذها عبر الشرق الأوسط ، لأن هذا يساعد اليمين على تنفيذ أهدافه الإستراتيجية. وان العدوان الإيراني سيجر الدول السنية المعتدلة كالدول الخليجية الى تحالف تطبيعي مع إسرائيل ضد إيران ، على حساب التضامن العربي مع القومية الفلسطينية والطموح الفلسطيني لإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة.

    على عكس إعلامنا العربي الخانع الذي مازال يرواح مكانه حول من عدونا إسرائيل ام إيران أم دول خليجية بعينها ؟؟؟ ويتباهى بمقالات مدججة عن إسرئيل الصديق في مواجهة إيران العدو , والوعي الكبيربالرد الإيراني و بمقاربة الجانب الإيراني مع الإسرائيلي القادرعلى محو الدول العربية بدقائق . ؟؟؟؟

    وأعود لإعلام العدو , وهنا أقصد الصهيوني , الذي أشار الى أن العدوان الإيراني يضعف الفلسطينيين وهو أمرلصالح الكيان . تدعم إيران وتمول وتوجه حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة ، وبذلك تعزز الإنقسام بين رام الله وغزة وتضعف السلطة الفلسطينية , والتي من المفترض أن تتفاوض معها إسرائيل وهنا يمكنها التفاوض معها. هذه مصالح واضحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي.

    وربما كان هذا الأمر أكثر وضوحا في الهجمة الإعلامية العربية ضد إسماعيل هنية والمقاومة الفلسطينية من موت سليماني .

    بالإضافة إلى ذلك تحدث إعلام بني صهيون ، حسب آموس هاريل ، ان طهران منذ سنوات مهتمة بزعزعة إستقرار الأردن. و يالها من صدفة لليمين الإسرائيلي . الذي هو بدوره مهتم بزعزعة إستقرار الأردن لسنوات أيضًا. يقول هاريل إن الإنسحاب الأمريكي الجزئي من المنطقة سوف يساعد إيران في زيادة نفوذها في العراق ، ومن خلاله الى الأردن .

    هذه هي الخطة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الذي يقوم بكل ما في وسعه لكسر الفلسطينيين من اللحظة التي تولى فيها منصبه ، بمساعدة اليمين الإسرائيلي على الوفاء بخططه للضم عن طريق سحب قواته من العراق. لأننا يجب أن نعرف: إن الإطاحة بالنظام الحالي في الأردن شرط أساسي لتنفيذ خطة الضم الإسرائيلية , التي نسعى اليها.

    وهو ما يعيدنا إلى النقطة الأولى التي كتب عنها كارني الداد في مقال نشر في صحيفة ماكور ريشون "دعوا الفلسطينيين يصوتون في إنتخابات السلطة الفلسطينية. كما أضاف إلداد ، بعد ان نضم يهودا والسامرة ... سنسمح للفلسطينيين بالاختيار: أولئك الذين يريدون أن يبقوا بسلام ، وأن يكونوا لطيفين وأن يتخلوا عن تطلعاتهم الوطنية والحلم بفلسطين الكبرى ... وسيتم ترحيلهم مع أسرهم.

    حيث يتم الحديث بصراحة وبشكل عرضي عن نقل السكان. شرعيتها واضحة للغاية في عيون اليمين ، حتى أنه لا توجد حاجة لتبريرها. وان الحل : "عندما تأتي الثورة الضرورية في الأردن ، حيث يكون الحكم لأقلية عشائرية تحكم على الأغلبية الفلسطينية "

    ويشير المقال الى إن عملية الضم الصحيحة ليس لها أي فرصة للنجاح دون الإطاحة بالحكومة في عمان وتحويل الأردن إلى فلسطين. طالما بقي الملك عبد الله الثاني على عرشه ، يوجد خطر من أن الضم سيؤدي إلى دولة ثنائية القومية ، يتمتع فيها الفلسطينيون بحق التصويت وانتخابهم للكنيست. البديل الوحيد سيكون دولة الفصل العنصري.

    و يفترض اليمين الإسرائيلي أن العالم يفضل التضحية بالملك عبد الله الثاني بدلاً من الإعتراف بشرعية دولة الفصل العنصري الإسرائيلية. و يمكن أن يكون زعزعة إستقرار النظام في الأردن مشروعًا مشتركًا بين المستوطنين وآيات الله والمبشرين الذين يدعمون ترامب.

    وبعيدا عن كل ما كتب في إعلامهم فإن أخر ما أختم به مقالتي .على إعلامنا العربي عامة والأردني خاصة ان يقف مطولا على رصيف إعلام الكلمة بالكلمة , والحجة بالحجة والبعد عن مهاترات شماعة الهجمة الشرسة من الأعلام الصهيوني على الأردن , ورد التهمة بالحقيقة , والتحريف بالكلمة والصورة , والأكذوبة بالتفنيد , إكسروا أقلامكم المأجورة وأحرقوا القلمودولار و حبر الأجندات والدسائس والكلمات المسمومة ..

    وللساسة العرب أقول, عندما تلتقي سياسة (كيان إسرائيل) بسياسة دول خليجية ، فهو ضوء أخضر للكيان الصهيوني بكل جرائمه، و تهويد القدس، وغسل أيديكم من الدم الفلسطيني، وللمطبعين أقول أن إخراج الكيان الصهيوني من دائرة الصراع يعني التخلي التام عن القضية الفلسطينية بذريعة مواجهة الخطر الإيراني ، الذي توهمتم بأنه أشد خطرًا من المشروع الصهيوني، فلم تعد المسألة مسألة ميليشيات شيعية أو تيارات سنية أو إرهاب مقاومة، إنها مسألة بناء شرق أوسط جديد .

    وللشعوب العربية أقول , سينفذ حكامنا السلام بالوكالة (Proxy Peace) في فلسطين والعالم العربي . هو تطبيع مع الأنظمة بإسم الشعوب , كيان إسرائيل ينظر إلى الأنظمة كأسلوب لتأديب الشعوب ومنعها من الرفض . ويتم نقل حالة الصراع إلى صراع بين العرب أنفسهم ، وبينهم وبين أنظمتهم ، ليصبح كيان إسرائيل القائد في المنطقة والإقليم, فهل تستوعب الشعوب ما يخطط لها وترفض ضعفها ,jوتصحح مسار أنظمتها ؟؟ فهل تفعلون ؟؟؟.





    [12-01-2020 08:13 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع