الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    عقدة الأردن والاقليم الملتهب .. المملكة وسط "المعمعة"
    علم الأردن في وسط العاصمة عمان

    أحداث اليوم -

    ياسر شطناوي - مجدداً يعود الأردن إلى قلب العاصفة الأقليمية، ليكون ضمن دائرة الخطر، نتاجاً لتداعيات مقتل رجل ايران الثاني وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري "الجنرال النافذ" قاسم سليماني، في الوقت الذي ما زال فيه الأردن يتنفس الصعداء بعد "ضريبة دفعها مطولاً" إثر تبعات الأحداث الدامية التي خلفها داعش الإرهابي على الجبهتين الشمالية والشرقية، ليعود ملف التصعيد بالمنطقة مجدداً، ويعود الأردن إلى وسط "المعمعة".

    "عقدة الدور الأقليمي" لعمان كانت دائماً تتخذ حياداً من ملفات يكاد تعقيدها يوازي تعقيدات "البعد الجيوسياسي" للمملكة، ولما يتأطر عن ذلك دفع الأردن "عنوة" إلى ساحة قتال ليس له فيها "مكاسب ولا مخاسر".

    جغرافياً موقع الأردن الصعب يشكل "عصب المنطقة" ومحور الحركة "جواً وبراً وبحراً" لأي "هزة سياسية أو إقتصادية" كانت، فكيف تلك التي تكون من وزن صراع "أمريكا وايران" وعلى وقع حدث مقتل سليماني، الذي أثار الجلبة لأضخم جيوش العالم وحرّكها بشكل سريع و "مجنون".

    بإشارة سريعة.. عمان تربطها حدود كبيرة مع الجمهورية العراقية التي نُفذت على اراضيها عملية القتل، وشمالاً حيث الجارة سوريا التي أعنلت تاييدها بشكل واضح لإيران، وقدمت سريعاً التعازي بسليماني - الذي كان له دور كبير في دعم بشار الأسد - خلال "ذروة الحرب" في مدينة حلب عام 2016، وغرباً حيث "الاحتلال" الذي لا يُضيّع أي حدث بالمنطقة حتى "يستغله" لصالحه، بحكم القوة التي يستمدها من امريكا وأدارة ترامب.

    عسكرياً.. أول الحركات كانت بأعلان المانيا نقل جزء من قواتها الموجودة في العراق إلى الأردن، وهي أشارة إلى أن هناك احتمال لنقل المزيد من القوات ليس الألمانية فقط بل الأمريكية ايضاً، والتي سبق وأن أعلنت تعزيز قوتها العسكرية عقب مقتل سليماني بـ 3500 جندي.

    هذا الإجراء العسكري قد يفتح "الباب موارباً على كل الإحتمالات" أمام "الناتو/ حلف الشمال الإطلسي" لأن يكون الأردن مكاناً استراتيجياً لتجمّع الجنود "تحديداً قاعدة موفق السلطي" شرق الأردن، والتي تتخذ المانيا وأمريكا منها مكاناً دائماً للإقامة من عام 2017، لإجراء العمليات العسكرية المشتركة.

    لو حدث هذا الأمر فعلاً واتخذ "الأطلسي" قراره، فعلى الأردن أن يكون أكثر دقة بحساباته، خاصة في ظل فتور العلاقات بين الناتو وتركيا قبل "حدث سليماني" ما يجعل الأردن المحط الأبرز للجنود بدلاً عن قاعدة "انيرجيك التركية أو قاعدة محمد ناصر الأحمد الكويتية".

    ختاماً ..الأوضاع في كل أقطار الأقليم قد تغيرت، وبكل تجرّد يمكن القول إن المنطقة باتت اليوم غارقة في الفوضى، والإشكال الأكبر يكمن بأنه لا يوجد ولا يمكن صناعة "جبهة عربية مترابطة" تتصدى للملفات المتسارعة المتفجرة، ما يخلّف ذلك كلف عالية اقتصادياً وعسكرياً وشعبياً.

    بكل هذه المعطيات فإن الكلام عن "دور اقليمي أردني نشط" بذات شكل دور عمان السابق هو "امنيات صعبة المنال" ربما لن تمكّن الدولة الأردنية من تحمل أعباء وتكاليف جديدة، نسال الله أن يجنبنا اياها.





    [08-01-2020 09:30 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع