الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    في ذكرى انتفاضة الحجارة ..

    فاخر دعاس

    تعتبر انتفاضة الحجارة كما أطلق عليها آنذاك والتي انطلقت في مثل هذا اليوم من عام 1987، نقطة تحول نوعية في تاريخ الثورة الفلسطينية.
    فقد جاءت هذه الانتفاضة بعد أن خرجت المقاومة الفلسطينية من آخر معاقلها في بلدان الطوق العربي، بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من العاصمة اللبنانية بيروت عقب الاجتياح الصهيوني لها عام 1982، وبالتالي لم يعد للمقاومة الفلسطينية أي اشتباك مباشر مع العدو الصهيوني. فكان الرد بقيام انتفاضة الحجارة من داخل الوطن وبعد أكثر من عشرين عامًا على احتلال الضفة الغرببية وقطاع غزة.
    لم تكن انتفاضة الحجارة ناجمة عن ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الفلسطينيون في الوطن المحتل، بل كانت انتفاضة كرامة بالمعنى الحقيقي للكلمة. واستطاعت باستمرارها لأكثر من ثلاثة أعوام متواصلة متسلحة بالحجارة في وجه أعتى الجيوش وأكثرها بطشًا في المنطقة. ولولا تزامن الانتفاضة مع بدءانهيار الاتحاد السوفييتي وهزيمة العراق في حرب الخليج الأولى، واستسهال بعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، بل واستعجالها قطف "أية ثمرة" لهذه الانتفاضة وبأي ثمن، لكنا أمام واقع مختلف الآن أبعد ما يكون عن اتفاقية أوسلو وإفرازاتها السيئة.
    حزين جدًا أن تمر ذكرى هذه الانتفاضة مرور الكرام، وهي الانتفاضة التي تغنى بها أعظم الشعراء والفنانين العرب، وعقدت لأجلها مؤتمرات قمة عربية ودولية ..
    ودعونا نردد ماقاله شاعرنا العظيم سميح القاسم في قبصيدته "الانتفاضة":
    يموت منا الطفل والشيخ
    ولا يستسلم
    وتسقط الام على ابنائها القتلى
    ولا تستسلم
    تقدموا .. تقدموا
    بناقلات جندكم .. وراجمات حقدكم
    وهددوا ..وشردوا ..ويتموا .. وهدموا
    لن تكسروا اعماقنا .. لن تهزموا اشواقنا
    نحن القضاء المبرم
    تقدموا .. تقدموا





    [08-12-2019 07:15 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع