الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كشف الظنون - د. صلاح داود

    فلسفة وفرض للرأي، وادعاء بكمال العلم وبسطة الفكر وإهمال للمنهج العلمي في النقاش وأخذ بمنهج العاطفة والمشاعر وازدراء آراء الآخرين وتسفيه أفكارهم وأحلامهم وعقولهم.

    وعذره في ذلك ككل من ادعى الرسالة والتفوق "فتكبر على من هم دونه وفوقه" أنه صاحب رسالة ومدرسة فكرية أو اعتقاد ما، فلا يجوز أو يحق لأحد انتقاده أو تمحيص أفكاره وكلماته.. بل لا يحق لأحد أن ينافسه في حقله وميدانه وإن تجرأ أحد على ذلك بدأ بهجوم همجي على فكره وشخصه وعشيرته ومنهجهه.

    اصطنع التفقه والتثقف بأسباب معقدة تكاد تلمسها في كل حرف وكلمة ينطقها، حتى لا تكاد تظفر بكلمة تفقهها مما يقول لسوء استخدامه للرمزية في كلامه، كلماته مشتتة بلا انسجام أو ترابط، واعتبر نفسه منبع العلم الباطن ومصدر النور.

    هو متحدث واهم مفتري، ركب منازل النبوة والرسالة كاذبا، واعتقد يقينا أنه يُصلح المكذوب من الحديث، يصطنع تأويلا للآيات والنصوص، يبتغي من وراء ذلك المخالفة فالشهرة من ورائها.. خالف تُعرف.

    تراه يأخذ نصا من القرآن ويؤوله كما يؤوله فلان من العلمانيين أو اليهود وغيرهم، ففي تأويله تعسف وشطط وحيل لفظية ليصل إلى ما يريد من المعاني، فيتكلم بلسان الباطن ويترك ظاهر المعاني الحقيقية والتي هي العقيدة الصحيحة المُرادة، كمن يتذوق الطعام بلسانه ويتركها بلا شعور في عقله، فيستطرد في الكلمات ويناطحها لمعنى لغوي يريده دون المعنى العقدي المقصود.

    يتكلم بلسان غير لسان عموم الخلق، طرقه غريبة ملتوية، فحديثه كله غموض ونقاشه رمز، فصرف الكلام في غير معانيه وحمله ما لا يحتمل فضيع الفهم وأغلق المعاني.

    عباراته غالبا تحتمل معنيين.. ظاهر وباطن، كلماته فلسفية مجازية مترادفة يحملها المعاني القرآنية فيخرجها عن أصلها، وتراه يمزج الآيات بعضها ببعض دون صلة بينها فيضيع معنى هذه بتلك معتمدتا على فقر من أمامه بالتفسير وأسباب النزول.

    كلماته مفردة مفهومة المعنى، ولكن مجموع الجملة عنده أحاج وألغاز لا تكاد تفقه منها شيئا، إذا حاولت شرحها ازدات غموضا وتعقيدا فيضطرب الفهم ويتشوش الذهن.

    كلماته ثقيلة لها ظلال، ومعانيه خيالية صعبة الفهم، له فيها مأرب الترفع عن الخلق بكلمة يلقيها أو معنى يريده أو ربما شتيمة مضمرة في قلبه.. والنصية كل النصيحة بالابتعاد عنه وعن مراده ومذهبه.. وهذا مبلغ السلامة.





    [02-12-2019 01:58 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع