الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    صنع في الأردن ودور المنتج والمستهلك

    نتغنى بالوطن والحرص عليه ويمارس كثير من جمهور المستهلكين عكس ذلك في تلبية احتياجاتهم، وننحاز في قراراتنا الاستهلاكية للمستورد باستثناء اللحم البلدي وزيت الزيتون، اما المنتج الوطني لايقوم بما يجب عليه من حيث الترويج لصناعاته بالقدر الكافي، بينما نجد مستوردا يروج للسلع المستوردة بشكل فعال ويقدم حوافز لتجار الجملة والتجزئة والمولات وصولا حتى إلى محطات تبديل زيوت علما بأن منتجاتنا المحلية من زيوت المركبات من افضل المنتجات وتتمتع بمواصفات عالمية معتمدة، وهنا يطرح المراقب ..ماذا يجري في الاسواق المحلية واسباب تفضيل المستهلك المحلي للسلع المستوردة؟!.
    هذا السؤال طرح اكثر من مرة وعلى مدى اعوام مضت وكان الجواب ان الترويج المستمر للسلع المستوردة مستمر يعمل كمطرقة تصب قوتها على نفس النقطة وهي إقناع المستهلك ( بأن الافرنجي برينجي)، يضاف الى ذلك هامش الربحية للسلع المستوردة اعلى من السلع المنتجة محليا، وان الفارق يذهب لبائع الجملة والتجزئة، اي ان هناك تظافر مجموعة من العوامل تعمل بعكس مصالح المنتجات المحلية وضد المصلحة العليا التي تكمن في احترام المنتجات المحلية ودعمها بالاعتماد عليها، بما يساهم في تحسين الانتاج المحلي جودة وسعرا، فالتوسع الافقي والراسي للصناعة الاردنية، وتوفير المزيد من فرص عمل جديدة، وتعزز الرصيد الجاهز من العملات الاجنبية المهم لنا جميعا من خلال رفع نسبة قدرة المنتج الاردني في إشباع الاحتياجات المحلية ونمو الصادرات الى الاسواق التقليدية والجديدة.
    في اليونان وقبلها اليابان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي فشلت الولايات المتحدة الامريكية في إقناع المستهلك الياباني باستهلاك الارز الامريكي وحاولت إرغام الحكومة اليابانية على فتح اسواقها امام الارز الامريكي وفعلت طوكيو الا ان اليابانيين لم يعتمدون الارز المستورة من امريكا برغم انخفاض اسعاره واستمروا بالاعتماد على منتجاتهم من الارز المرتفع سعره، واليونان لها قصص مشابهة إذا لايوجد ماركات امريكية واجنبية من الطعام الامريكي الجاهز فالمتاح الطعام اليوناني المشهور ومع ذلك لم تتذمر السياحة الى اليونان ولم يتأثر تعداد ومجموعات زوارها.
    ما تقدم مثله الكثير الكثير من التجارب باحترام وتقدير المنتجات المحلية اما المستوردة فهي مجرد إضافات كما الملح والبهارات على الطعام فالاساس المنتج المحلي، لذلك لا بد من العودة الى ما فطرنا عليه وعاش الاباء والاجداد عليه، فالاستهلاك المحرك الاعظم في تسريع وتائر النمو الاقتصادي، ونجاعته تكون في الاعتماد على ما صنع في الاردن وليس المستورد الذي يزاحم المنتجات الاردنية ويبطئ تقدمها في كافة مناحي الحياة، ودعم الانتاج المحلي في كافة القطاع مسؤولية الجميع المنتج والمستهلك والبنوك والحكومات.





    [24-11-2019 08:24 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع