الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هاليومين

    كان والدي رحمه الله كلما طلبت منه أن يشتري لي « لعبة « وانا طفل طبعا ، كان يقول لي : اصبر ، بس هاليومين !
    وراحت طفولتي في الحارات وتحديدا في « السحاسيل» على جبال الفوسفات في « الرصيفة «.
    وفي مرحلة الصبا ودخول المدرسة، كنت كلما طلبت من مربي الصف ان يختارني ك « عريف للصف «، كان يوعدني خيرا قائلا:
    _ ان شاء الله بس هاليومين !
    وغادرت المدرسة الاعدادية والثانوية ، وكنت احمل بالسفر بالقطار الذي كان يمر ب « الرصيفة « قادما من عمان إلى « الشام « ، وكان هدفي كتابة موضوع « تعبير « تطبيقا لما يطلبه مدرس اللغة العربية وكان يأخذ صيغة حائرة بين فعل الأمر وفعل التخيل:» سافر إلى مكان واوصف ما تراه في رحلتك «.
    ولم أكن املك مثل سواي من الاولاد ثمن تذكرة القطار، واهتدينا إلى والد أحد الاصدقاء وكان زنقيلا وغنيا. وعودنا الرجل بتحقيق الحلم، لكنه وضع امامنا شرطا تعجيزيا منها ان ينجح ابنه في « التوجيهي « وان نسهم نحن بتدريسه وكان الولد « تيس وهامل «.
    وكان كلما لقينا الأب وقلنا له :» يا عمو ايمتى رح نسافر بالقطار، ..كان يرد « هاليومين « ...هاليومين.
    حظي العاثر كنا هو دوما ، قادني في بداية سن « المراهقة « إلى حب فتاة في حارتنا .
    وكانت كل الظروف ضد نجاح تلك العلاقة « المستحيلة «.
    لكنني (ركبت راسي ) وانا دماغي « جزمة قديمة « كما يقول اخوتنا في مصر ، وكنت اطلب من الفتاة ان تخرج معي كما كنا نشاهد بالأفلام الهندية وكنت احرص على « تلميع شعري « بزيت الزيتون .. و اسرح في تفاصيل اللقاء « المتخيل « والذي لم يتم حتى الان..حيث كان رد الفتاة « الضحية « : اوعدك بس هاليومين.. لما بابا يسافر»
    وعلى حظي العاثر « باباها بطل يسافر» ولزق بالبيت.
    ابني خالد يطلب مني شراء « كمبيوتر» حديث.. وانا كل يوم أوعده واقول « اصبر ، هاليومين لحد ما ربنا يفرجها».
    لجأت إلى بعض الأصدقاء وحاولت أن « يقرضني « مبلغا إلى حين ميسرة..
    وكان رده: هاليومين بادينك.
    وعلى رأي المثل : جيناك يا عبد المعين..
    الولد صار مثل كل المواطنين الحالمين بتحسن الاحوال يردد:
    ايمتى بدهم يخلصوا هاليومين
    ايمتى..؟





    [19-11-2019 08:10 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع