الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    فاجعة البحر الميت .. سنة أولى حزن
    راح ضحيتها 22 طفلا إثر رحلة مدرسية للتعايش مع البيئة

    أحداث اليوم - خاص - لم تكن القصة لتمر كما أضواء السيارات العابرة لو أنها حصلت في بقعة آخرى، لكن لسوء حظنا وحسن حظها وحظ شخوصها المتورطين باغتيال البراءة فيها فإنها مرت سريعة خفيفة كأنها لم تُكتب أصلاً، وكأن وجعاً لم يكن .

    اكتمل اليوم قمر الحزن، إن كان للحزن قمر، معلناً مرور سنة كاملة على فاجعة البحر الميت التي راح ضحيتها 22 طفلا إثر رحلة مدرسية قالت المدرسة المسؤولة عنها إن الهدف منها تعليم الطلاب التعايش مع البيئة المحيطة.. وبالفعل تعايش الطلاب مع البيئة المحيطة إلى الحد الذي غابت ملامحهم فيها، كما أن الرحلة هدفت إلى تعليمهم تحمل المسؤولية..وأي مسؤولية أكبر من أن تدفع حياتك وأنت تبحث عن الفرح، فعلى الأقل كانوا أكثر مروءة من كل الجهات التي تنصلت كل جهةٍ تحمل المسؤولية لسواها ؟!

    وبعد كر وفر، أعلنت حكومة الدكتور عمر الرزاز مسؤوليتها عن فاجعة البحر الميت ووعدت بمحاسبة المقصرين، وبالفعل، أقيل أو استقال -لا فرق بين المصطلحين في الأردن- وزيرين في الحكومة، هما وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، ووزير التربية والتعليم عزمي محافظة،وقتها ظن الأردنيون أن الممارسة السياسية بدأت تتعافى لدينا، وصرنا في مصاف الدول التي تقدمت لأن حكوماتها حاسبت المقصر وأقصت المتعثر،ولم نكن نعرف أن حكومة الرزاز مارست –كسابقاتها- سياسة التخدير، وأن المسؤول الأردني وإن قصر فلا يمكن أن يطير، إلا إذا كان المقصود بالطيران الانتقال من منصب الى منصب، فلينا عناب اليوم سفيرتنا في اليابان، وعزمي محافظة رئيساً للمجلس الأعلى للمناهج في دولة وعد الرزاز -فيما وعد- أن تكون دولة الانسان، وليس للوعود الحكومية في الأردن أهلّة ومواقيت، أو ضمانات لتحقيقها، أو أشراط تمهد بقرب تنفيذها !

    ولم تكن نهاية القصة متماهية مع حجم الوجع الذي بدأت فيه واستمر في تفاصيلها، فقد انتهى بتقرير حكومي أكد على ضرورة تزويد العديد من المناطق المعرّضة لخطر السيول، خصوصاً التي يرتادها الزوّار والسيّاح، بأجهزة إنذار مبكّر، خصوصاً منطقتي البحر الميّت والعقبة، وتحديث محطّات الرصد الجوّي، وتزويدها بأجهزة حديثة تضمن دقّة المعلومات بنسبة كبيرة، فضلاً عن التركيز على إعادة إنشاء وتنفيذ أعمال صيانة للجسور والطريق الرئيسة في منطقة البحر الميّت خاصة (سويمة - غور حديثة)، البالغ عددها 9 جسور.

    وفي الذكرى السنوية الأولى للفاجعة تعود الأسئلة ذاتها التي طرحاناها من قبل لتطل من غيمة الدمع: بأي حق يعاد تدوير المقصرين، وأين أجهزة الإنذار المبكر ، وأين الإصلاحات المزعومة على الطرق و الجسور التسعة، وما هو التحديث الذي طرأ على محطات الرصد الجوي، وهل دخلها جهازٌ حديث بعد سنة من فاجعة ستبقى وجعنا القديم والحديث ؟!

    الرحمة لأرواح الشهداء، وعلى المقصرين دينٌ سيستوفى منهم في السماء .





    [24-10-2019 12:56 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع