الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    مغني "راب" ينقل وجع أهل إدلب-فيديو
    مغني "راب" ينقل وجع أهل إدلب

    أحداث اليوم -

    أمام لوح بقي وحده صامداً فوق أنقاض مدرسة مدمرة، يصدح صوت مغني موسيقى "راب" السوري، أمير المُعري، في إدلب التي انهكتها الحرب، رافعاً الصوت ضد القيود على التعليم وإغلاق الجامعات.

    ويقول الشاب، البالغ العشرين من العمر، بذقنه السوداء المشذبة بعناية لوكالة فرانس برس "اخترت "راب" لأن هذا النوع من الغناء يرتكز على السياسة ... يحكي ... قضايا اجتماعية لدى الشباب".

    قبل أسبوعين، ظهر المُعري في أول فيديو له في وسائل التواصل الاجتماعي، واقفاً أمام لوح أخضر اللون ملأته آثار الرصاص ثم وسط أنقاض مبنى مدمر أو مدرسة استحالت كوم ركام ولم يبق منها سوى جدارية ملونة ترحب بالعيد.

    يأتي الفيديو في إطار مبادرة غير مسبوقة في محافظة إدلب شمالي غرب سوريا، التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذاً، وتتعرض منذ أشهر لهجوم عسكري عنيف على يد الجيش السوري والقوات الروسية.

    في الفيديو بعنوان "عكل الجبهات"، يروي أمير معاناة أهل إدلب، مركزاً خصوصا على أزمة قطاع التعليم الذي فقد تحت القصف الكثير من منشآته، فيما فرضت عليه هيئة تحرير الشام قيوداً أغلقت بموجبها العديد من الجامعات.

    ويقول أمير لوكالة فرانس برس في منزله حيث الاستوديو البسيط الذي صنعه بيده "لاقى الفيديو الإعجاب لأنه يتحدث عما هو موجود في قلب الشعب"، مشيراً إلى "تنازع الفصائل وتجاوزاتها في حق المدنيين سياسياً واقتصادياً، إضافة إلى الطلبة المشردين".

    أشلاء واتفاقات وتخاذل

    ويقول في الأغنية التي انتجها بالتعاون مع فنانين من لبنان: "اندفنا بالليالي لما طلبنا العلا. ما رح ينفع التظاهر لو الفكر محجّر. زت المقرّر الجامعة انختمت بالشمع الأحمر (...) ازعل ع مستقبلي الدراسي ولا 2000 طالب انطردوا من الكراسي".

    ويضيف: "ع مين بدي إزعل على رفيقي يلي استشهد (...) ع هالمشهد لمّا الدم بيمتزج بالدفتر والأشلاء عم تتعدّد".

    وكان من المفترض أن يحمي اتفاق روسي تركي وقع في سوتشي في أيلول/سبتمبر العام 2018 إدلب من عملية عسكرية للجيش السوري، وينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين الجيش والفصائل. إلا أن الاتفاق لم ينفذ مع أنه فرض هدوءاً نسبياً لأشهر عدة.

    وفي نهاية نيسان/أبريل، بدأ الجيش السوري بدعم روسي هجوماً في المحافظة التي تؤوي 3 ملايين نسمة، وتسري منذ نهاية آب/أغسطس هدنة لا تخلو من تجاوزات.

    وفي أغنيته، يقول أمير: "هون معقل اتفاقيات الروسي (...) روح شوف الشعب بعد نتائج مؤتمر سوتشي".

    ويدين تدخل الدول الكبرى والإقليمية في بلاده قائلاً: "أنظمة بتتغذّى عالحروب والدم. كل ما عندن إرسال وفود استطلاع وتاني يوم بينقصف مخيم".

    في الفيديو، يظهر مواطنون من مناطق عدة في إدلب يهزون وجوههم مع نغم الموسيقى، امرأة محجبة ورجل يده مبتورة ومتطوعان في الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق المعارضة) وحلاق وطفلان يلعبان الشطرنج وغيرهم كثر.

    وينتقد أمير الفصائل على أنواعها في إدلب، وخصوصاً هيئة تحرير الشام التي تعتبر الجهة الآمرة الناهية في المحافظة.

    وفي أغنيته، يقول: "إنتو مين، ضلّ منافق ما حكى بالدين، هاد بيدِّعي الخلافة وهاد بيفتي عن يقين (...) منظّمات خارجية وفصائل متخاذلة، ما تحاول تزرع لتحصد مستقبل لأنك عايش بأراضي قاحلة".

    "الشعب كله معي"

    ولأنه يتطرق إلى مواضيع داخلية حساسة، تلقى أمير تحذيرات من أشخاص يعملون مع الفصائل تطلب منه تخفيف حدة انتقاداته، إلا أنه لم يأبه بها، بل يقول: "لم أخف خلال التصوير (...) فالشعب كله معي والجميع تفاعل مع ما قلته والمواضيع."

    ويضيف: "أريد أن احكي عما أراه".

    تنقل أمير خلال السنوات الماضية بين تركيا، التي لجأ لها من أجل الحصول على فرصة عمل، ومدينته معرة النعمان التي استقر فيها أخيراً بعدما قتل شقيقه برصاص حرس الحدود التركي أثناء محاولته العبور.

    إثر عودته إلى معرة النعمان، اشترى أيمن عدة التسجيل وأنشأ لنفسه استوديو بسيطاً، وصنع في إحدى الزوايا من علب كرتون مخصصة للبيض مكاناً للتسجيل وضع فيه ميكروفوناً صغيراً.

    وخلال الساعات غير المخصصة للموسيقى، يعمل أمير في متجر والده لبيع الأدوات المنزلية، لكنه يستغل كل دقيقة فراغ بين زبون وآخر ليحمل هاتفه ويستمع منه إلى الموسيقى.

    ويقول إن مغنيي راب المفضلين لديه في المنطقة هم الراس في لبنان، الذي أنتج موسيقى "عكل الجبهات"، وبو كلثوم في سوريا وشيبوبة في السعودية.

    أما في الغرب، يحب أمير توباك وموسيقى راب قديمة التي تدين العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء، لكنه مهتم أيضاً بالموسيقى الكلاسيكية مثل بيتهوفن وفيفالدي.

    لم يكن من السهل على أمير إيجاد من يساعده في تطوير مسيرته في موسيقى راب، فطلب مساعدة أصدقاء له في الخارج علموه التسجيل وأصول الهندسة الصوتية، أو أنهم أخذوا على عاتقهم أحياناً إنتاج الموسيقى لأغانيه.

    ويقول: "هناك أعمال جديدة يتم التخطيط لها وستطرح مواضيع أخرى" قد تكون قضية النزوح التي يعاني منها ملايين السوريين.

    ويضيف: "أتمنى مستقبلاً أن يُفهم كلامي في أغاني راب ولا أن تكون الموسيقى فقط لهز الرأس".

    المملكة + ا ف ب

     





    [22-10-2019 02:51 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع