الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    أسر اللبدي ومرعي يكشف زيف العلاقات الأردنية "الإسرائيلية"
    الأسيرين في سجون الاحتلال اللبدي ومرعي - أرشيفية

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - في ظروف اعتقال سيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة ومعاملة أقل ما يُقال عنها لا إنسانية، يمضي الأسيرين الاردنيين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي أيامهما في سجون الاحتلال دون أي تهم وبين فكي كماشة الاعتقال الإداري.

    هبة الموقوفة في 20/8/2019 خلال زيارتها إلى فلسطين لحضور حفل زفاف أحد أقاربها، بدأت اضرابًا عن الطعام منذ 23 يومًا احتجاجًا على ظروف اعتقالها السيئة في سجن "الجلمة" وصدور قرار بالاعتقال الإداري لـ6 أشهر بعد فشل محكمة الاحتلال باثبات أي تهم نحوها.



    وتعاني الأسيرة اللبدي من ضيق وانقطاع بالنفس واضطرابات ووخزات حادة في القلب وصعوبة في الكلام إلى جانب تدهور حالتها النفسية والصحية؛ وهو ما أدى إلى نقصان كبير في الوزن.

    وذكرت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين - لم تكشف الهيئة عن هويتها - أن ظروف اعتقال الأسيرة تفتقر لأدنى متطلبات العيش الإنسانية حيث تقبع في زنزانة ضيقة عديمة التهوية والإضاءة مليئة بالرطوبة والحشرات.

    حال عبدالرحمن مرعي لا تختلف كثيرًا عن حال هبة؛ فالأسير الأردني الآخر والمصاب بمرض السرطان منذ عام 2010 اعتقل في 2/9/2019 خلال زيارته برفقة والدته إلى الضفة الغربية لحضور حفل زفاف أحد أقاربه.

    محكمة الاحتلال لم تأبه بحال مرعي الذي يحتاج إلى رعاية طبية خاصة تراعي حالته الصحية والمرضية إذ حكمت عليه بالاعتقال الإداري لـ4 أشهر في سجن "عوفر"، قبل أن تظهر عليه علامات مرض جلدي نادر جراء عدم تلقيه الرعاية الطبية المناسبة لحالته.

    ويهدد مرعي ببدء معركة الأمعاء الخاوية في حال عدم الإفراج عنه بحلول يوم 23 من الشهر الحالي وهو موعد محاكته القادمة الأمر الذي قد يؤثر على حياته في ظل ظروف الاعتقال السيئة التي يعاني منها هو الآخر.



    ولم تفلح محاولات وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بالإفراج عن الأسيرين الأردنيين في ظل اتهامات للجهات الرسمية بالتقصير وعدم التعاطي مع اعتقالهما بجدية.

     



    وانتقد المحلل السياسي عريب الرنتاوي ردة الفعل الأردنية تجاه استمرار اعتقال الأسرين اللبدي ومرعي لدى سلطات الاحتلال.

    وقال الرنتاوي لـ"أحداث اليوم"، إن ردة الفعل لم تكن بمستوى الحدث وأن على الأردن التصعيد وخلق أزمة مع "إسرائيل" للإفراج عن الأسرى الأردنيين هناك.

    وبيّن أن التصعيد يأتي من خلال مخاطبة المنظمات الدولية والطلب من الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان زيارتهم إلى جانب تحرك أكبر للسفارة الأردنية في تل أبيب والضغط على السفارة "الإسرائيلية" في عمّان.

    وشدد الرنتاوي على أنه في حال اطمأنت "إسرائيل" لردة الفعل الأردنية فإن هذا الأمر سيؤدي إلى تماديها على المواطنين الأردنيين وقد تتعرض للعديد منهم في المستقبل.

    ودعا إلى تبني موقف قوي في هذه المسألة واثارتها على نطاق أوسع لأن "إسرائيل" تعامل الأردن بنوايا سيئة.

    وطالب النائب خليل عطية بطرد السفير "الإسرائيلي" في عمّان احتجاجًا على ما تقوم به السلطات هناك من اعتقال لمواطنين أردنيين دون وجه حق.

    وقال عطية لـ"أحداث اليوم"، إنه يجب على الأردن أن يعامل "الإسرائيليين" بالمثل وبنفس المعاملة التي يعاملون بها الأردنيين، داعيًا إلى احتجاز الصهاينة في الأردن لحين الإفراج عن اللبدي ومرعي.

    ولفت إلى أن التعامل الأردني مع احتجاز الأسيرين لم يكن بحجم التعذيب المنهجي والنفسي والبدني الذي يتعرضان له من قبل الجهات الأمنية هناك.

    وأوضح عطية أنه على الأردن اسقاط معاهدة وادي عربة مع "إسرائيل" لأنها لا توفر أي حماية للأردنيين المعتقلين من قبل سلطات الاحتلال بالمقابل هي وفرت الحماية للصهاينة في الأردن بعد الإفراج عن قتلة مواطنين أردنيين في عمّان.

    واستنكر النائب الصمت الأردني الرسمي إزاء استمرار اعتقالهما منذ أكثر من شهرين في ظروف احتجاز سيئة وتعذيب بدني ونفسي دون أي تهم.

    من جانبه أكد الناطق باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير سفيان القضاة أن الأردن يحاول استعادة الأسيرين اللبدي ومرعي من خلال القنوات الدبلوماسية.

    وقال القضاة لـ"أحداث اليوم"، إن هناك جهود بشكل يومي تبذل من خلال السفير الأردني في تل أبيب والسفارة الإسرائيلية في عمّان للإفراج عنهما بأسرع وقت.

    وأضاف أن الهدف الرئيس الإفراج عنهما وليس تحسين ظروف الاعتقال فقط، وأن هذه الجهود ستثمر بالإفراج عن الأسيرين وإعادتهما إلى المملكة بشكل قريب.

    وأشار إلى أن هناك جهود أخرى تبذلها الخارجية وبطرق أخرى ولكن ما يتم الإعلان عنه في الوقت الحالي هي الجهود عبر القنوات الدبلوماسية.

    وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، الأحد الماضي، إن السلطات "الإسرائيلية" استجابت للدعوات الأردنية بتحسين ظروف اعتقال المواطنين الأردنيين هبة اللبدي، وعبد الرحمن المرعي، مجددة ضرورة إطلاق سراحهما في "أقرب وقت ممكن".

    وكانت الخارجية استدعت القائم بأعمال السفارة "الإسرائيلية" وسلمته مذكرتي احتجاج على ظروف اعتقال اللبدي ومرعي زطالبت بتحسينها والإفراج الفوري عنهما.

    كما وزار القنصل الأردني في تل أبيب، الأحد، الأسيرين هبة اللبدي للمرة الرابعة حيث أكدت تحسن ظروف اعتقالها، إلى جانب زيارته لعبدالرحمن مرعي في مكان اعتقاله للاطمئنان على أوضاعه الصحية.

    وطالب نواب ومواطنين ومختلف الفعاليات الشعبية والحزبية والنقابية بالإفراج عن الأسيرين الأردنيين لدى سلطات الاحتلال.

    وحمّل هؤلاء الحكومة مسؤولية سلامة الأسيرين داعين إياها إلى التحرك والإفراج الفوري عنهما والتلويح بمعاهدة السلام مع "إسرائيل" كأداة للضغط باتجاه الإفراج عنهما.

    القتصل وأضاف أن المواطنة الأردنية أكدت للقنصل "تحسن ظروف اعتقالها، وتوفير بعض من احتياجاتها، الأمر الذي ضغطت وطالبت به الوزارة مع السلطات الإسرائيلية، وحملتها مسؤولية سلامتها من جراء ظروف اعتقالها".

    وأضاف أن "القنصل زار أيضا المواطن الأردني عبدالرحمن مرعي في مكان اعتقاله، وهي الزيارة القنصلية الثانية له، ومتابعة إجراءات قانونية بحقه والاطلاع على ظروف اعتقاله".

    ومن المنتظر أن تحدد سلطات الاحتلال مصير الأسيرة اللبدي إما بالإفراج عنها أو وقف الاعتقال الإداري بحقها في جلسة سرية يوم غدٍ الخميس تعقد بين قضاة المحكمة ومخابرات الاحتلال وفق محامي الأسيرة رسلان محاجنة.

     

     

     





    [16-10-2019 10:58 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع