الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    اعتقال مطر والرواجبة وحديث الدبلوماسية المبتور
    الصفدي (يسار) - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    عهود محسن - ثلاثة عشر يوماً من الترقب والانتظار مرت ثقيلة ومستفزة على الأردنيين بعد اتهام أردنيان بالمشاركة في مظاهرات مناوئة للرئيس المصري عبد الفتاح السياسي واعتقال السلطات المصرية لهما.
    مساء الثلاثاء، خرج الإعلامي المصري عمرو أديب في برنامجه الحكاية ليعرض مجموعة من الملفّات والتسجيلات التي تُظهر اعتقال مجموعة من الأجانب الزائرين لمصر، واعترافاتهم بأفعال اشتملت على جمع المعلومات لمنظّمات خارجيّة، وتصوير المظاهرات والاشتراك في صفحات إثاريّة، والانتماء لأحزاب سياسية مناهضة للنظام المصري، وغيرها.
    عرض أديب في برنامجه معلومات واعترافات سبعة معتقلين، كان من ضمنهم المواطنان الأردنيّان ثائر حسام مطر وعبد الرحمن علي الرواجبة.
    الشابان ذهبا لمصر في زيارة سياحية وبحثاً عن فرصة جديدة لهما للعمل بالسينما وزيارة مهرجان الجونة، ولم يكونا في يوم من الأيام بحسب إفادات لمقربين منهما مهتمين بالشأن السياسي وهما للعلمانية أقرب منهما للتدين وجماعات الإسلام السياسي.
    ما جرى خلال فترة احتجاز مطر والرواجبة خلا من أي مبرر عقلاني أو قانوني وأظهر تخبط الإعلام المصري وتحامل بعضه على الأردنيين لدرجة أن مصادر وزارة الخارجية أكدت أن الجانب المصري لم يرسل مذكرات رسمية لها باعتقال الشابين وهو ما يجعل من اتهامات عمرو أديب مثاراً للتساؤولات حول الغاية والتوقيت.
    لا تقف إحداثيات التشهير بالشابين وانتهاك حقوقهما عند هذا الحد بل إن البعض ممن لما يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحقق من الأخبار وانتظار الرد الرسمي الحكومي وتصريحات الخارجية المصرية خصوصا أولئك اللذين يحاولون شيطنة حراك المعلمين في الداخل الأردني، بدأوا بتسويق ربط مريب بين حراك المعلمين الأردنيين وحراكات الشارع المصري الأخيري باستخدام أداة عمرو أديب وما أذيع في برنامجه.
    اليوم مع إعلان وزارة الخارجية إفراج السلطات المصرية عن الرواجبة ومطر لا أظن أن القصة انتهت فما جرى خلال الفترة الأخيرة من اعتقالات لأردنيين في عدد من دول الجوار يطرح تساؤولات عده على طاولة حكومتنا عموماً ووزارة الخارجية على وجه التحديد حول مدى الجدية في الحفاظ على كرامة الأردني داخل البلاد وخارجها والدفاع عنه وهل ما يزال الإنسان أغلى ما نملك؟



    الخارجية السودانية وعلى الرغم من الأوضاع السياسية التي تعيشها الدولة بادرت لاستدعاء السفير المصري بالخرطوم حسام عيسى، على خلفية اعتقال طالب سوداني، وعرضه في أجهزة الإعلام، وهو يدلي باعترافات حول مشاركته في أنشطة ضد الحكومة المصرية وأصدرت بياناً شرحت فيه مستجدات القضية.
    حتى اللحظة أقف بانتظار إجراء سيادي دبلوماسي أردني مشابه لذلك الذي قامت به الخارجية السودانية إلا أنني كما هم غالبية الأردنيين أصطدم ببيانات مبهمة للناطق باسم الخارجية السفير سفيان القضاة وتسريبات من السفارة الأردنية في القاهرة لذوي الشابين وتصريحات لأحد النواب أعلن فيها وصول ثائر وعبد الرحمن للبلاد وهو ما سارعت الخارجية لنفية بالتأكيد على أنهما لم يتحركا من القاهرة بعد.
    ما حصل مع أبنائنا في مصر وقبله في سوريا والسعودية ودولة الاحتلال الصهيوني ليس حدثاً عابراً ولا يمكن إغفاله والتعامل معه بسطحية كتلك التي جرت في الأيام الماضية فاستهداف الأردنيين والتحريض عليهم بالخارج انتهاك صريح لسيادة الدولة وتعدي على حقوق مواطنيها يجب أن يكون لوزارة الخارجية موقف منه حرصاً على أمننا الوطني.





    [03-10-2019 10:54 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع