الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    عمّان والدوحة تتبادلان الغزل وبوادر لانفراجة اقتصادية
    الملك عبدالله الثاني وأمير قطر - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    أحمد بني هاني - بعد أكثر من عامين على خفض الأردن للتمثيل الدبلوماسي مع قطر، دخلت العلاقات بين عمّان والدوحة مرحلة جديدة من التحسن والانفتاح الكبير على العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.

    العلاقات بدأت بالتحسن بعد تسمية أمين عام وزارة الخارجية زيد اللوزي سفيرًا للأردن لدى قطر قبل أن ترد الدوحة بتعيين سعود بن ناصر بن جاسم بن محمد سفيرًا فوق العادة مفوضًا لدى عمّان.

    ووصفت هذه الخطوة بأنها كسر للجليد  بين عمّان والدوحة رغم أن العلاقة بين البلدين لم تصل حد القطيعة خلال الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، وفق مراقبين.

     الدوحة تعهدت خلال تلك الفترة بنحو 10 آلاف وظيفة للأردنيين وتقديم حزمة من الاستثمارات التي تستهدف مشروعات البنية التحتية والمشروعات السياحية بقيمة 500 مليون دولار.

    وعقب تبادل السفراء بين البلدين تلقى الملك عبدالله الثاني اتصالًا هاتفيًا مطلع الشهر الجاري من أمير قطر الشيخ قطر تميم بن حمد آل ثاني أكدا خلاله على النهوض بالعلاقات وتعزيزها وسط توقعات بزيارة قريبة للأمير إلى الأردن.

    ومن المتوقع أن تنتقل العلاقات بين الطرفين لمرحلة جديدة وشراكة حقيقية وأوسع وخاصة في المجالات الاقتصادية التي من الممكن البناء عليها لتعزيز المواقف السياسية تجاه صفقة القرن والقضية الفلسطينية وفق مراقبون.

    رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي يرى أن هناك احترام متبادل وكبير بين الأردن وقطر وهو ما يتلمسه القطار التجاري الأردني من خلال علاقته مع نظيره القطري.

    ويقول الكباريتي لـ "أحداث اليوم"، إن العلاقة بين الطرفين مميزة من خلال التنسيق المتبادل والزيارات وأن النشاط التجاري لم ينقطع خلال الفترة التي شهدت تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع قطر.

    ويضيف أن على القطاع التجاري والصناعي ترتيب البيت الداخلي بحيث يستطيع الدخول على السوق القطري الذي لم يغلق يومًا في وجه الأردن ولكن الظروف ساعدت على في تراجع التبادل التجاري والاستثمارات.

    ويبيّن أن معايير المنافسة في السوق القطرية تعتمد على توفر السلع وجودتها وسعرها وبالتالي على المنتج والمصنع والمزارع العمل للإنتاج والتصدير.

    ويشير الكباريتي إلى أنه على الحكومة أن تتخذ اجراءات تساعد على تعزيز هذا التبادل الاقتصادي من خلال التشريعات والقوانين وعدم تغييرها باستمرار على فترات قصيرة وتطبيقها بعدالة وشفافية.

    من جهته يؤكد المحلل السياسي أحمد أبوغنيمة أن الشعب الأردني فرح باعادة العلاقات مع قطر لاعتبارات كثيرة ومنها استقبال الدوحة للعمالة الأردنية.

    ويقول أبو غنيمة لـ"أحداث اليوم"، إن عودة العلاقات بين البلدين تمهد لفتح الأبواب للمستثمرين القطريين للاستثمار في الأردن وهو ما سينعكس على الاقتصاد الأردني وتخفيض نسب البطالة.

    ويلفت إلى أن الواقع يفرض على الدولة الأردنية اعادة التموضع في هذا الإقليم الملتهب وفتح قنوات تحالف جديدة مع الدول الفاعلة وذات التأثير الاقتصادي والسياسي في المنطقة وخاصة في قضية صفقة القرن.

    ويتابع أبو غنيمة أن ذلك سيعزز استقرار الأردن وانعاشه اقتصاديًا لمساعدته بالوقوف في وجه المخططات الهادفة إلى مزيد من التضييق السياسي والاقتصادي عليه للقبول بمخططات تصفية القضية الفلسطينية.

    ويشدد على أن عودة العلاقات مع قطر من شأنها تقوية الموقف الأردني في وجه هذه المخططات والضغوطات لتصفية القضية الفلسطينية على حسابه وعلى حساب الفلسطينيين.

    بدوره يعتبر الخبير الاقتصادي حسام عايش أن الأصل في هذا الشأن التفكير بالمصلحة التي سيستفيد منها الطرفين وليس التفكير بماذا سيستفيد الأردن من عودة علاقته مع قطر.

    ويقول عايش لـ "أحداث اليوم"، إن عودة العلاقات تعني زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الأمر الذي يقود لتقوية العلاقات على جميع الصُعد من هذا الباب.

    ويقترح أن لا يستعجل الأردن في جلب الاستثمارات القطرية الجديدة إلى الأردن لتبقى الأمور في صالح الطرفين وليس لحساب طرف على آخر، وخاصة أن هناك استثمارات قطرية موجودة في الأردن بنحو مليار دينار.

    ويتابع عايش أن هناك أسباب سياسية تدفع بالدوحة لتقوية علاقاتها مع الدول العربية والأردن خاصة وبالتالي الاستفادة تتحقق للجميع في المنطقة بالنواحي السياسية والاقتصادية.

    ويشير عايش إلى أن قطر سوق كبير أمام طالبي العمل من الأردنيين وإن كانت الجالية الأردنية هناك لا تزيد عن 50 ألف شخص ولكنها أحد الروافد التي ترفد الاقتصاد الأردني عن طريق حوالات المغتربين.

    ويبيّن أن أغلب الصادرات الأردنية إلى قطر من المنتجات الغذائية والمواشي وأن المعارض الصناعية التي تقام في قطر من شأنها زيادة الإقبال على هذه الصناعات هناك، في حين أن قطاعات التعليم والسياحة والطاقة والعقارات والنقل مهمة للجانب القطري.

    ولم تنقطع الزيارات بين عمّان والدوحة خلال الفترة الماضية عندما زار رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة قطر وأبلغ الأمير تميم بن حمد آل ثاني رسالة من الملك، وزيارة وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري خالد العطية للمملكة.

    ويؤكد الطراونة لـ"أحداث اليوم"، أن العلاقات اليوم بين بين الجانبين عادت إلى سابق عهدها وأن قطر دولة شقيقة للأردن كما بقية الدول العربية والخليجية.

    وخلال الشهر الحالي افتتحت الخطوط الجوية القطرية مكاتبها الجديدة والكبيرة في الأردن في خطوة تبشر بمزيد من الاستثمارات القطرية بالمملكة في ظل تزايد عدد الزوار القطريين وتسيير 21 رحلة أسبوعية بين البلدين.

    وأقامت الخطوط الجوية القطرية حفل عشاء برعاية الأمير علي بن الحسين احتفالًا بافتتاح مكاتبها في عمّان وبحضور عدد من الأمراء والأميرات والوزراء وسفراء ومسؤولين أردنيين.

    ودار حديث في الأوساط الرياضية خلال الفترة القليلة الماضية حول رعاية الخطوط الجوية القطرية للدوري الأردني قبل أن ينفي اتحاد الكرة الأردني هذه الأخبار في الوقت الذي لم ينفي فيه وجود مفاوضات مع عدد من الرعاة بهذا الشأن.





    [24-09-2019 01:43 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع