الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    ماذا يعني قلق الملك من تصريحات نتنياهو؟
    الملك عبدالله الثاني - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    أحمد بني هاني - وضع الملك عبدالله الثاني العلاقات الأردنية "الإسرائيلية" على المحك بعد تصريحات رئيس الوزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ضم مناطق غور الأردن وشمال البحر الميت.

    الملك حذر من أن "خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل"، وهو ما يجعل الموقف أكثر صعوبة اليوم في ظل سعي الأردن لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات وحل الدولتين.

    الأردن متمسك بموقفه من القضية المركزية للمملكة، وإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، فيما تصطدم هذه الجهود بمحاولات نتنياهو تقويض جهود السلام.



    وأكد الملك في تصريحات مشتركة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في برلين، الثلاثاء، "ننظر إلى هذه التطورات بقلق شديد، لأنها لا تبشر بالخير"، و"التصريحات الإسرائيلية لها أثر كارثي على حل الدولتين".

    ولا يعترف المجتمع الدولي بوجود "إسرائيل" على أراضي الضفة الغربية التي احتلتها عام 1967 وفق القرار رقم 242 بضرورة انسحاب "إسرائيل" من الأراضي العربية المحتلة.

    وعود نتنياهو التي تزامنت مع الانتخابات "الإسرائيلية" جاءت بغية نيل المزيد من التأييد لكسب الأصوات التي تخوله بتشكيل الحكومة بعد فشله أبريل/نيسان الماضي، وفق مراقبون.

    وتشير النتائج الأولية للانتخابات إلى أن حزب الوسط "أزرق أبيض" بزعامة بيني غانتس، حصد 32 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست، بينما تراجع الليكود بزعامة رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، إلى 31.

    هذه النتائج أن صحت فهي تعني فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة واحباط خططه في بسط سيادته على غور الأردن وشمال البحر الميت، وفي ظل اتهامات الفساد الموجهة إليه قد نرى رئيس الوزراء خلف القضبان وليس على كرسي الحكومة.

    ويرى الخبير بالشأن "الإسرائيلي" حمادة فراعنة أن الأردن يهتم بما يجري على أرض فلسطين لأن ذلك يؤثر على الأمن الوطني وهذا سر القلق الأردني من تصريحات نتنياهو.

    ويقول فراعنة لـ"أحداث اليوم"، إن الأردن قلق أيضًا من دعم الولايات المتحدة لنتنياهو كما دعمته من قبل باعترافها بالقدس عاصمة "لإسرائيل" واعترافها بسيادة الأخيرة على الجولان المحتل.

    ويضيف، أن المملكة تمتلك العديد من أوراق الضغط لمواجهة "إسرائيل" ومنها المكانة الرفيعة والمصداقية الكبيرة للأردن لدى المجتمع الدولي، والاحترام الكبير الذي يحظى به الملك.

    ويتابع فراعنة أن الأردن قد يلوّح بورقة معاهدة السلام مع "إسرائيل" خاصة بعد تصريحات الملك التي ألمح بها إلى مستقبل العلاقات بين البلدين وهي أحد أقوى أوراق الضغط الأردنية.

    ويصف وزير الإعلام الأسبق طاهر العدوان تصريحات رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بالخطيرة والتي تنذر بالزحف الاستيطاني للاحتلال.

    ويشير العدوان لـ "أحداث اليوم"، إلى أنه على المسؤولين وأصحاب القرار التصرف بالطريقة التي تحفظ أمن ومستقبل الأردن من خلال التصدي لتصريحات نتنياهو بشكل جدّي.

    ويؤكد أن الخطر لا يمس القضية الفلسطينية فحسب بل ويمس أمن الأردن وحدوده، والملك يقوم اليوم بدور كبير على الصعيد الدبلوماسي والدولي لمواجهة هذا الخطر.

    وحول التصدي لهذه التصريحات والمطامع يقول العدوان إن الأردن مطالب ببناء جبهة داخلية قوية ووقف اتفاقية الغاز والعلاقات مع "إسرائيل" لردعها عن تهديد أمن واستقرار أمن المملكة.

    من جهته يؤكد نائب رئيس الوزراء الأسبق ممدوح العبادي أن نتنياهو فشل في نيل مبتغاه من تصريحاته بشأن ضم الأغوار وشمال البحر الميت وربما نجده في السجن بعد أشهر.

    ويقول العبادي لـ"أحداث اليوم"، إن نتنياهو فشل في تشكيل الحكومة وفق نتائج الانتخابات الأولية وبالتالي وعوده الأخيرة لم تمنحه الأصوات للنجاح وسيواجه صعوبة لتشكيل الحكومة مع منافسه المباشر غانتس.

    ويلفت إلى أن نتنياهو لا يعترف بحل الدولتين ولا بالأراضي الفلسطينية المحتلة وهو ما يتنافى مع توجه الأردن الذي يدعم السلام وحل الدولتين اللذان يدعو إليهما الملك في كل المحافل الدولية.

    ويشدد العبادي على المملكة تستمد قوتها من خلال قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة الملتزمة بحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

    وبشأن استخدام اتفاقية السلام كورقة ضغط لمواجهة الضغوطات، رد: "اتفاقية السلام مع إسرائيل مرفوضة شعبيًا 100% ولا يعترف بها الشعب الأردني".

    وأدانت دول عربية وعالمية تصريحات نتنياهو حول نيته ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إلى "إسرائيل".

    واعتبرت هذه الدول أن وعود نتنياهو انتهاك للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر أراضي الضفة الغربية محتلة منذ عام 1967.

    ومن المقرر أن تنشر الإدارة الأمريكية خطتها المعروفة باسم "صفقة القرن"، مباشرة بعد الانتخابات "الإسرائيلية" والتي من المتوقع صدور نتائجها بشكل رسمي 25 الحالي.





    [19-09-2019 11:31 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع