الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    "اسمع كلامك اصدقك اشوف افعالك استغرب"
    رئيس الوزراء الأسبق عبدالله النسور - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    عهود محسن - ينتابني شعور غريب عند الاستماع لحديث مسؤولينا عن إنجازاتهم التاريخية غير المسبوقة بعد خروجهم من مناصبهم، فالكلمات تجري على ألسنتهم بكل فخر واعتزاز عن انجازات دونكشوتية لم يرها أحد أو يستفد منها سوى ذاكرتهم.

    بالأمس استمعت كما غالبية الأردنيين لحديث رئيس الوزراء السابق هاني الملقي عن انجازاته وحكومته لأتفاجأ بقوله أنه "توسل للملك أن يقبل استقالته، وأنه قدم تقارير مفصلة للملك عن إنجازات حكومته".

    ربما يكون كلامة صحيحاً لا أعلم، لكن ما يثير الحنّق التساؤلات في رأسي هو ما الذي أخبروا الملك به وعنه وهل قالوا له الحقيقة؟
    هل أخبروا الملك أن التعليم الحكومي متوقف منذ نحو أسبوعين بسبب تعنت الحكومة والمعلمين في مواقفهم، وأن الصحراوي يتناوب مع عزرائيل على حصاد أرواح الأردنيين يومياً، وأن الفقر والبطالة والتضخم يهددون اقتصاد البلاد ويحاصرون آمال الأردني بالحياة؟!

    حديث الملقي لا يبتعد كثيراً عما تحدث به سابقوه من مسؤولين حكوميين ووزراء ونواب ورؤساء حكومات فكل منهم يحاول إقناعنا بأنة صاحب فضل علينا وأنه قدم لنا أكثر مما نستحق وأنه لم يأخذ فرصته بالشكل الكافي لإتمام مشاريعه التنموية متناسين أننا نعيش معهم في البلد ونعاني فشلهم وسوء إدارتهم للملفات خصوصاً الاقتصادية منها مما يفقدنا القدرة على الحياة الطبيعية بشكل تدريجي.

    حديث الملقي أضحكني وأبكاني فهو يعكس مدى التراجع في عقلية سياسيينا ورجال دولتنا ولغتهم الخطابية مع الشارع فبعد الغزل الصريح الذي كاله رئيس الوزراء الأسبق عبدالله النسور لإحدى المذيعات خلال تسجيلها حلقة تلفزيونية معه ودعاؤه لها بإنجاب الصبي وحسده لزوجها على أنوثتها جاءنا الملقي بالبشارة أن الأردن محسود على موارده الطبيعية والبشرية.

    لا أدري على ماذا سنحصد؟ ظروفنا الاقتصادية تزداد صعوبة يوم بعد يوم ومديونيتها تنمو كما الأشجار التعليم متوقف في مدارسنا الحكومية، أولادنا يبحثون عن طرق للهجرة، مشاريعنا التنموية تعطل الحياة اليومية للمواطنين وتغلق أبواب رزقهم بإعاقة عملهم وتكبيدهم المزيد من الخسائر فعلى ماذا سنحسد ومن الذي يحسدنا فنحن مثيرين للشفقة أكثر من اللازم.

    كثيري الكلام قليلي الفعل أوجعوا قلبي بخروجهم علينا بين الحين والآخر التبجح وذكر محاسنهم وفضائلهم التي لم تحظى البلاد ولا العباد بشيء منها، فقد قالت العرب في سالف الزمان "البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير" فهل رأى أحد منكم البعرة أو الأثر لمسؤولينا السابقين؟

    لا أدري كيف ينظر أحدهم للمرآة في بيته وكيف يقيم أداءه، وهل هم راضون عن أدائهم الوظيفي والأمانة التي حملهم إياها الملك حين كلفهم بتشكيل الحكومات وبماذا سيتحدث عنهم التاريخ عندما تسأله الأجيال القادمة عن إنجازاتهم تقارنها بأحاديثهم ادعاءاتهم.

    أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم وأطلب السماح من الأردن الجبّار.





    [18-09-2019 02:38 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع