الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    إضراب المعلمين .. دعوة لرأب الصدع وتغليب لغة العقل
    اليوم الأول في إضراب المعلمين - تصوير أحمد حمدان

    أحداث اليوم -

    عهود محسن - مع اشتداد الأزمة وانقسام الشارع حيال إضراب المعلمين وتوقف الدراسة في المدارس الحكومية يتعالا في الأذهان سؤال عن موجبات التصلب في الرأي وعدم تغليب صوت الحكمة في مأزق الحكومة والمعلمين لنجنب الأردن ما لا يحمد عقباه بالابتعاد عن لغة المكاسرة التي تسيدت المشهد في الأيام الماضية ؟.

    المعلمين أصحاب فضل عليناً جميعاً نهضتهم نهضتنا من واجبنا ونحن تلاميذهم أن نحترم مطالبهم ونساندها ما دامت ضمن المستطاع، فأوضاعهم لا تخفى على أحد ومن غير المنصف أن نحملهم مسؤولية تردي العملية التعليمية وتراجع مستوى المخرجات فالمسؤولية مشتركة والوطن ملك لنا جميعاً .

    المشهد في مدارسنا على طول الوطن وعرضة مؤسف ويحتاج للوقوف ملياً والتفكر في شكل العلاقة بين الحكومة وكوادرها في الميدان ومنهم المعلمين، مع عدم تناسي المحيط العام والبيئة الحاضنة للطلبة والمعلمين ودورها في صياغة طريقة التفكير والتعامل مع قضاياهم المطلبية التي يقولون إنها حقوق يجب على الحكومة الوفاء بها.

    الأوضاع الاقتصادية صعبة على الجميع والضغوطات التي يواجهها الأردن كبيرة ومتعددة ومتطلبات الحياة اليومية للمواطنين في تزايد مضطرد والحكومة تبرر رفضها الرضوخ للاحتجاجات المطلبية التي باتت تشكل مأزقاً لها بعدم قدرتها على الوفاء بالمطالبات المالية المرتبطة بهذة الاحتجاجات وأبطأ في حلها للأزمة وهو ما صعد بها وبالمعلمين لقمة هرم التحدي.

    المطالبات بتحسين الدخل ومنح المزيد من العلاوات بدأت بالمعلمين ويبدو أنها لن تنتهي عندهم فقد تلاهم الأطباء والمهندسين في ذات المطالب وهو ما يمكن أن ينظر له البعض بأنه ركوب للموجة واستغلال للموقف، ولو نظرنا إليه من زاوية أخرى لرأيناه مطالب طبيعية نظراً للظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتضخم وهو ما يحتم على الحكومة الموازنة بين المتاح والمطلوب.

    الإعلام شريك إستراتيجي للحكومة والنقابات والشارع ووسط حيوي لنقل المبادرات وتبادل الآراء بكل حيادية وموضوعية وهو سلطة رابعة ملحقة بالتفيذية والتشريعية والقضائية ولا بد له من القيام بدورة الحقيقي بكل أمانة واقتدار حفاظاً على أمن البلاد.

    العدل والإنصاف يتطلبان منا جميعاً القيام بواجبنا لتقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعلمين وإعادتهم لطاولة الحوار اليوم قبل الغد فبقدر إطالة أمد الأزمة بقدر ما نحن خاسرون.

    لنرفع أصواتنا عالياً في منابر الإعلام ونكون بحق سلطة رابعة لها اليد الطولى في حفظ أمن البلاد والدفع نحو العودة لطاولة الحوار وتقبل الآخر وسماع وجهة نظره وصولاً لإنهاء الأزمة والخروج من النفق لبر الأمان.

    المعلم نبراس أضاء ظلمة جهلنا بجده واجتهاده علمنا وأدبنا وغرس فينا أبجديات حب الوطن له كل احترام وتقدير ومن حقه علينا أن نسمع صوته لأصحاب القرار دون مواربة فلا نهضة ولا حضارة دون المعلم المؤدب.

    ومن حق دولتنا علينا أن نكون جنوداً أوفياء نعلي البنيان ونحافظ على مقدراتها بمنع الإشتباك بين الجانبين فكما قال رئيس الوزراء الخالد وصفي التل رحمة الله "إلي ما بيقبل البلد بضيقها ما بتقبله بعزها" وعز الأردن بالعدل والإنصاف.

    لنبادر لرأب الصدع عاجلاً غير آجل وطي الخلاف بأقل الخسائر للجانبين بالإتفاق على علاوة مالية بنسبة معينة وإنهاء مظاهر الإضراب حباً للأردن واحتراماً للمعلمين واختصاراً للمزيد من الوقت.





    [08-09-2019 10:43 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع