الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    المعلمون والحكومة معركة كسر عظم الخاسر فيها الاردن

    أحداث اليوم - عهود محسن - ليلة الخامس من أيلول عمان لم تنم، الجميع يترقب الحكومة تصّعد والمعلمون مستمرون في احتجاجاتهم دفاعاً عن حقوقهم.
    الشارع منقسم حول طبيعة الإحتجاجات ومدى تأثيرها على مسار العملية التعليمية رغم قناعة الجميع بأحقية المطالب باستثناء القائمين على وزارة التربية اللذين يصرون على الذهاب بالبلاد نحو عنق زجاجة لولبية لن نخرج من متاهتها إلا بكسرها.
    القائمون على وزارة التربية والتعليم يبدوا أنهم لا يقرأون التاريخ ولا يستشرفون المستقبل ويصرون على السير نحو المجهول تكبراً وتجبراً غير مدركين لكنّه العلم ويصرون على كسر المعلم الذي أوصلهم للجلوس في الوزارة.
    هل يعقل ونحن نعيش في ظل حكومة النهضة أن يستهان بالمعلم ويضطر للوقوف في الشارع للمطالبة بحقة وهو الوحيد الذي يبدأ عمله باسم الله وبتحية العلم؟
    لا أدري ماهي النهضة والحضارة التي نرتجيها ونحن نذهب بحاضرنا ومستقبلنا نحو الهاوية بنقض اتفاقات وتفاهمات للتضييق على المعلمين.
    يباغتني سؤال بين اللحظة واللحظة إن كان القائمون على إدارة وزارة التربية والتعليم يعلمون عن الظروف المعيشية للمعلم والظروف التي يعانيها أم أنهم فعلاً مقتنعون أن مدارسنا ونظامنا التعلمي يضاهي ذلك الموجود في أوروبا.
    المعلمون رُسل علم وسلام لا ترتفع الأمم إلا بهم ولا تنحني الجباة لأحد بعد الله إلا لهم فهم أصحاب الفضل دعاة النور والحياة، عبر العصور كانوا في الصفوف الاولى والمقام الرفيع لما لهم من فضل على الامم وحضاراتها.
    حكوماتنا سقطت سقوطاً حراً بالمعلمين ودفعتهم للخروج من جلودهم.
    مخصصات وزارة التربية والتعليم من أعلى المخصصات في موازنة الدولة الأردنية، وإنجازاتها لا تكاد ترتفع عقلة إصبع واكثر المتضررين من سياساتها المعلم والطالب على حد السواء فالاول شقي والثاني محروم.
    أجل المعلم شقي منهك مرهق من تكاليف الحياة وزيادة الضغط خائف على أسرته ومستقبل أبناءة والطالب محروم من التعليم الجيد والبيئة التعليمية الملائمة والمناهج المتطورة ليكون الأردن الخاسر الأكبر.
    الهدر في كل مكان، الواسطة المحسوبية الشللية تتصدر المشهد في الوزارة، لجان تشكل وبدلات تصّرف لمتابعة حاجات المدارس والخدمات اللوجستية المساندة للعملية التعليمية إلا أنها لا تتعدى أبواب الوزارة في العبدلي، وهو ما تجلى في صور المدارس لحظة بدء العام الدراسي وانتظام الطلبة في صفوفهم.
    صفوف مكتظة أدراج محطمة دورات مياة تحولت لمكارة صحية بيئة تعليمية تفتقر لأبسط مقومات النجاح.
    وددت طرح سؤال على مسؤولينا ووزرائنا ونوابنا بشكل عام والأدارة العليا لوزارة التربية بشكل خاص عن أسماء وأماكن المدارس الحكومية التي يدرس بها أبناؤهم لأفكر في التفكير بإقناع نفسي بأنهم يعيشون معنا على ذات الكوكب.
    ملفات كثيرة وعميقة ابتعدت عنها وزارة التربية لتتجنب فتح ما هو أخطر من #علاوة_الطبشورة فما تتحدث به الوزارة على لسان الناطق الإعلامي باسمها من عدم قانونية مطالبات المعلمين وتكلفتها المرتفعة التي تصل لنحو ١١٢ مليون التي خسر ويخسر الاردن أضعافها بإهمال قطاع التعليم الحكومي لحساب التعليم الخاص الذي تحول لكابوس يؤرق الأسر ويقتل روح الإبداع ويحيل التعليم لتجارة تفوق تجارة وسوق سوداء ينهشان مستقبل الاردن بلا هوادة.
    اليوم يوم الفصل فإما أن تقدر الحكومة الموقف بشكل صحيح وتنزع فتيل الأزمة بالتوافق مع المعلمين أو أننا سندخل معركة كسر عظم بين الجانبين الخاسر الوحيد فيها الأردن.





    [05-09-2019 08:20 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع