الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    حوادث دامية بدون رد

    معالجة حوادث السير القاتلة اليومية لايرد عليها فقط بالجباية، وإنما بتنفيذ خارطة طريق يشارك فيها جميع الاطراف تبدأ بحملة توعية شاملة في مختلف وسائل الاعلام التقليدية من تلفزة وإذاعات وصحف يومية ومواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تأخذ صفة الاستمرار لاسابيع واشهر، ويرافق هذه الحملة زيادة درجة الضبطية في الشوارع والطرق بعيدا عن هدف الغرامة المالية، والتركيز على حجز المركبات المخالفة، والتشدد اكثر مع سائقي الحافلات الكبيرة والشاحنات والصهاريج وخلاطات الاسمنت التي يعيث بعضها فسادا بالطرق وترهق البنية التحتية، وتساهم في تلوث بيئي وسمعي ونظري، وتزاحم مستخدمي الطريق والارصفة ان وجدت.
    الشوارع الرئيسية والفرعية مكون رئيسي من مكونات البنية التحتية تعاني ضعفا كبيرا وتعتبر من اكبر العوامل لحوادث السير المميتة، فالدولة الاردنية الحديثة التي مضى على تأسيسها مئة عام يفترض ان يكون لديها طرق كافية وفق مقاييس دولية معتمدة، الا ان الطرق الدولية والرئيسية في البلاد تم الإساءة لها باستخدامها لنقل الشاحنات الكبيرة والنفط الخام سواء من العراق او من العقبة، وكان المفترض إيجاد بدائل آمنة تحمي الطرق من التآكل حيث ادت الى حوادث قاتلة متكررة وخسرنا مئات الارواح على طريقي الصحراوي والازرق والرويشد.
    لدينا فوضى عارمة في النقل لكافة الاستخدامات فالجميع يخرج الى الشارع في اي وقت يشاء سواء في ساعات الذروة وفي النهار، بينما دول العالم تمنع الشاحنات من الخروج الى الشوارع الرئيسية الا في ساعات محدودة ليلا، كما ان الشاحنات والحافلات الكبيرة تسلك المسرب الايمن مهما كان السبب، اما في شوارع عمان والمحافظات والطرق الدولية فالصور مختلفة تماما، فمستخدم الطرق يصاب بالغثيان والعناء، فالزوامير والابواق المضخمة مفزعة.. يطلقها بعض السائقين لشق الطرق مع نوع من التندر على مستخدمي الطريق.
    رجال السير كثير ما نثني على جهودهم وهم يؤدون اعمالهم في الحر والبرد، لكن في بعض الاحيان يصاب المرء بخيبة امل وكأن البعض منهم لا يأبه لما يجري، تجاوزات على قانون السير بالجملة وتجده تارة مشغول بهاتفه النقال او سيجارة، وتارة اخرى ينفذ القانون على من يقف قرب مستشفى او مركز صحي مع إشارة عدم الوقوف، وتجد في نفس الشارع مركبات تقف بدون عقاب بعض اصحابها يبيعون الفواكه والعصائر دون أن يطالهم قانون المرور، اما بعض الكاميرات فتثبت في منزلقات الشوارع التي عادة ما ترتفع سرعة المركبة بدون ان ينتبه السائق فيجد لدى تجديد رخصة المركبة عددا من المخالفات لا يعرف عنها وعليه ان يدفع حتى لا يقع في المحظور..الرد على حوادث السير القاتلة يحتاج الى جهد وطني يحدد الاسباب الحقيقية ووضع خطة محكمة فحياة الناس اولى بالحماية.





    [01-09-2019 08:17 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع