الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    "مقصلة الصحراوي" تغتال نقيب الأردن
    أحمد الحجايا -ارشيفية

    أحداث اليوم - عهود محسن- لم ألتقه لسوء حظي سوى مرة واحدة رغم أنني سمعت الكثير عن دماثة أخلاقة ووطنيتة واحترامه لذاته وللآخرين وحرصة الشديد على مصالح رفاق دربه صناع الأجيال والمستقبل، وبعد نحو أسبوع على لقائي الأول والأخير بالدكتور احمد الحجايا اختاره الله تعالى لجوارة بحادث سير مروع على الطريق الصحراوي.

    خرجت من الملتقى الاول لنقابة المعلمين وأنا مفعمة بالنشوة والفخر واستذكرت أمجاد نقباء الأردن الحقيقيين فقد صدحت كلمات الدكتور الحجايا رحمة الله لتعلن مطالب المعلمين وتدافع عن حقوقهم دون خوف ولا وجل مع عدم إغفال مصالح الطلبة بإعلانة أول ايام العام الدراسي يوماً دراسياً عادياً وتعليق الإضراب والذهاب نحو الإعتصام على دوار المعلم "الدوار الرابع سابقا" يوم الخامس من أيلول للمطالبة بعلاوة ٥٠% للمعلمين.

    لفتت انتباهي كلماتة الرصينة وحديثة القوي المرتجل وأخلاقة الرفيعة التي ظهرت في إجابته لأحد الزملاء الصحفيين عن الخلاف بين نقابتي المعلمين والصحفيين ودعوة الأخيرة منتسبيها لمقاطعة نشاطات وأخبار نقابة المعلمين على إثر شكوى من زميلتنا الصحفية في جريدة الرأي سرى الضمور حول تهديدها من قبل المعلمين على خلفية مادة صحفية كتبتها عن إضراب محتمل للمعلمين مع بداية العام الدراسي.

    المرحوم الحجايا تلفظ بكلمات حملت كل احترام للصحفيين وللزميلة الضمور مخففاً من حدة الاحتقان بالقول إن "الصحفية والزميلة الضمور أختنا وبنتنا ولها كل المودة والإحترام والخطأ مردود ونحن لولا الإعلام لم يسمع صوتنا ولن تتحقق مطالبنا فأنتم الشركاء".

    حينما سمعت كلماتة تحدثت لزملائي الصحفيين المتواجدين حولي على الطاولة وقلت لهم، نيال المعلمين بهيك نقيب هذا الرجل المناسب في المكان المناسب له هيبة وحضور ما شاء الله أعادتا ذاكرتي للنقباء السابقين وشرفاء الاردن وتذكرت عندها المرحوم حسين مجلي، والمرحوم د. عبد الرحيم ملحس" وتمنيت أن يكون نقيباً للأردنيين جميعاً لكن إرادة الله نفدت ولا راد لقضاء الله.


    اليوم ونحن على بعد سويعات من بدء العام الدراسي واستقبال المدارس لأبنائنا الطلبة ينتابني شعور غريب لإمكانية فشل المعلمين في الدفاع عن حقوقهم وتحصيل ما اتفقوا علية مع الحكومة بعد وفاة الحجايا وانتقاله للرفيق الأعلى وهو الذي أمسك العصا من المنتصف حباً وحرصاً على الاردن.

    دكتور وليد المعاني وزير التربية والتعليم و التعليم العالي والبحث العلمي عرفتك قبل حملك للحقيبتين الأكثر أهمية لمستقبل الأردن وأعلم أنك أكاديمي يشار له بالبنان وصاحب فكر أتمنى عليك أن تكمل مسيرة التوافق مع المعلمين بمنحهم مطالبهم وفقاً لرؤية تكاملية تنظر لمصلحة المعلم والطالب والوطن من ذات العين التي نظر إليها المرحوم الحجايا.

    لا أدري كيف ستمضي عائلته أيامها القادمة فالله وليهم ومولاهم، لكنني أجزم أن النقابات الأردنية والمعلمين فقدوا صوتاً للحق ومدافعاً صنديداً عن المعلمين رفع سقف الطموحات وعزز من شخصية المعلم وحاول إعادة الهيبة له.

    ربما كانت مشيئة الله أن يلقى الحجايا ربه بعد حادث سير على الطريق الصحراوي الذي قتلت مقصلته عشرات الأردنيين وأسهمت في عزل جنوبنا عن بقية المناطق وحولته لمنطقة منكوبة ليس فقط بالخدمات والبنى التحتية والفقر والبطالة بل وبتحويل الطريق إلية لطريق للموت ليكون في موته كما كان في حياتة إبن الأردن ولسان حال الأردنيين الأوفياء.

    وقبل أن أختتم كلماتي هذة فإنني أضع سؤالاً على طاولة حكومة النهضة عن الطريق الصحراوي وعطاءات صيانته المتكررة التي دفعت تكاليفها مرات ومرات لتفوق تكلفة إنشاء طريق إلتفافي جديد يربط شمال الأردن بجنوبة "أين ذهبت أموال صيانة الصحراوي ومن سيعوض الأردنيين عن ضحاياه الذين أفقدهم حياتهم دون رحمة أو حتى خجل ليكون عوناً للفاسدين على أولئك البسطاء الذاهبين نحو إقليم الفقر في الجنوب.





    [31-08-2019 08:58 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع