الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    ماذا لو كان فرج أخرس ؟؟

    أحداث اليوم -

    عهود محسن - ما جرى في مستشفى أبو عبيدة في لواء الأغوار مثال حي لما يجري في مؤسسات الدولة المختلفة التي غالباً ماتكافيء المجتهد بالعقوبة وترفع من شأن المقصر لأنه أخرس.
    مدير مستشفى أبو عبيدة صورة قاتمة للأردن تنمر على فني المختبر فرج الصقور الذي دفعته حميته لإخبار وزير الصحة د. سعد جابر خلال زيارته للمستشفى عن المصاعب التي يواجهها العاملون في القسم وبالتأكيد المراجعين .
    فرج أخبر الوزير بحضور مدير المستشفى بحسب تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام، أن القسم غير مهيأ لخدمة 50 الف مواطن يسكنون في المنطقة، والقسم ضيق جدا ، ولا يوجد فيه المعدات الكافية للعمل.
    واستكمل فرج حديثة بالقول، لم يناقشني الوزير اطلاقا اثناء حديثي معه ، وما ان انتهيت من شرح ملاحظاتي حتى قال مباشرة لمدير المسشتفى ( شكله فرج مش عاجبه الشغل هون ، انقله).
    واضاف، في اليوم التالي وصل قرار من مدير المستشفى مؤيد غازي شكور بنقلي الى اي مكان آخر دون تحديد المكان وحتى دون طلب بديل.
    الصقور أكد ان الوزير سعد جابر اوضح له خلال مداخلة مشتركة عقب صدور قرار نقلة لمنطقة الرويشد انه قرر الغاء نقله.
    فرج الصقور الذي لم أعرفة ولم أسمع عنه إلا بعد تداول مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام لقصته مع مدير المستشفى ما كان ليُسمع صوت مظلمته لولا وجود نائب من عشيرته ومنطقته رفع صوته عالياً ليرد على انتهاك حق قريبة ودافع عنة، الأمر جيد في نظر البعض لكنه كارثي في نظري فالأصل أن فرج ابن الأردن والنواب نواب وطن وليسوا نواب عشائر أو مناطق وأن شكواه خدمة عامة .
    لم ولن تقف الأمور عند فرج فمنظومة العمل العام في بلدي شوهتها الاختلالات ولوثتها الواسطة والمحسوبية ومزاجية المسؤول،  في ذات اللحظة التي انتهك فيها حق فرج في التعبير عن رأية ومطالبته بتحسين أوضاع المختبر الذي يخدم عشرات الآلاف من المواطنين وهمشت مطالبته لتتحول القضية من تردي الخدمات الصحية لأردنيين في جيب من جيوب الفقر لنقل موظف تنتهك حقوق موظفين آخرين لم يسمع صوتهم بسبب عدم قرابتهم لنائب أو مسؤول مما يخلق حالة من الرعب والرقابة الذهنية لدى الموظفين خشية التأشير على الخلل في مؤسسات الدولة مما سيعيدنا للمربع الأول ويبقينا مكانك سر.
    في قصة فرج وغيرها من شبيهاتها من قصص قهر الأردنيين وسلبهم حريتهم على يد مسؤوليهم يتولد في نفسي شعور قاس بهواننا على دولتنا فمن يؤشر على مواطن الخلل ويطالب بتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين الأصل أن يُسمع منه ويقرب ليكون عين الصدق لصانع القرارخصوصاً إن كان من صغار الموظفين غير الطامعين في وزارة ولا نيابة لكن أن نقسوا علية لنزيد معاناته بتجبرنا فتلك سقطة مدوية لمنظومتي الحرية والعدالة في دولة النهضة.





    [28-08-2019 03:12 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع