الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هَلْ الُدَعَاءُ يُغَيِّرُ المَكْتُوب؟

    نعلم أن الله يأمر ملكاً أن ينزل ويكتب للإنسان عندما يبلغ الجنين في رحم أمه مائة وعشرون يوماً أربعة أشياء، وهي: عمره ورزقه وشقي أم سعيد خلال فترة حياته في الحياة الدنيا. ولكن السؤال هل يمكن تغيير ما كتب للإنسان من رَبِّ العالمين إذا فعل الإنسان شيئاً وتقبله الله منه أم لا؟ الجواب على هذا السؤال أجاب عليه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يدعو الله بإستمرار ويقول: اللهم إن كتبتني من الأشقياء فإمحها وإكتبني من السعداء، اللهم إن كتبتني من أهل النهار فإمحها وإكتبني من أهل الجنة ... إلخ من الأدعية الطيبة. ولكن هل كل إنسان يدعو الله يستجاب له من رَبِّ العالمين؟ بالطبع لا. وقد أوضحنا في مقالات لنا سابقاً أن كثيراً من الناس يقولون: في كل جمعة تمتلئ الجوامع بالمصلين وبعد الخطبة الثانية يدعو الإمام وكل المصلين يقولون آمين خلفه ولكن الأدعية لا تستجاب، وكثيراً ما يدعو الخطباء على الأعداء وأن ينصر الله المسلمين. ويزداد الكفار تقدماً وإزدهاراً وقوةً وتحكماً في المسلمين وكأن الدعاء يعود علينا.

    أوضح الله لنا أي في كتابه العزيز شروط إستجابة الدعاء في الآية ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة: 186)). فواضح من الآية أن هناك شرطين لإستجابة الدعاء من أي إنسان وهما أولاً: الإستجابة لأوامر الله ونواهيه حق الإستجابة وثانياً: أن يكون إيمان الإنسان بالله إيماناً راسخاً وقطعياً ولا يتزعزع تحت أي مؤثرات، ويكون عندها الإنسان من الراشدين فإذا دعى الله إستجاب له. فواضح تماماً أنه عندما لا تستجاب الدعوات من قبل الإمام والمصلين فيكون شروط الإستجابة غير متوفره. وكم منَّا من يستجيب لأوامر الله ونواهيه تماماً؟ وكم منَّا يؤمن بالله حق الإيمان؟ أعتقد كل واحد منَّا يستطيع أن يجيب على هذين السؤالين لأن الإنسان هو الأعلم ما بنفسه وما يخفيه صدره.

    ونعود إلى موضوع المقالة الرئيسي وهو على ماذا إعتمد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يطلب من الله في أدعيته أن يغير ما كُتِبَ له للأفضل؟ لقد إعتمد الفاروق على الآية ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (الرعد: 39)). فالله سبحانه وتعالى عنده أم الكتاب الذي يُكْتَبُ فيه كل شيء عن مخلوقاته، (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس: 82)) فإذا إستجاب الله دعاء عبده فإنه يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ما يشاء مما كتب لعبده. فنسأل الله أن نكون من الراشدين حيث أنه إذا دعونا الله إستجاب لنا.





    [21-08-2019 09:20 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع