الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    العالم السفلي لعمان حين يخرج ليقلب ليلها لنهار آخر

    أحداث اليوم -

    عهود محسن- لم ترقني مقاطع الفيديو والصور المتناقلة خلال الأسبوع الماضي لحوادث يقال أنها مرتبطة بنوادٍ ليلية وشبكات دعارة وعالم سفلي يخرج في ليل عمان ليقلبها رأساً على عقب بينما العمانيون الطيبون يغطون في نوم عميق في بيوت أرهقتها الديون والضرائب والقروض علهم ينسون هموم الصباح.
    هذة الحوادث وعلى الرغم من قلتها وعدم اعتبارها ظاهرة تؤرق المجتمع وصانع القرار السياسي والأمني كما يتحدث البعض، إلا أنها تشي بالكثير وتحمل معها ما لا يمكن إخفاؤه وتغطيته فالحقيقة لها عينان ولسان ترى ما لا نراه وتتحدث بما تشاهدة وإن أغضبتنى كلماتها.
    لا يمكننا بأي حال من الأحوال غرس رؤوسنا في الرمال ورفض الإعتراف بوجود هذة الفئات الخارجة على القانون والمتحدية لهيبة الدولة وإن كانوا بضعة أنفار كما يشاع رغم قناعتي بأن هؤولاء ليسوا قلة وأن لهم عالمهم الذي يعيشونه ويفرضون وجوده ووجودهم على عالمنا نحن الباحثين عن الحياة.
    لا أدري ماهي الصيغة التي تسعى الحكومة بأجهزتها المختلفة لاستحضارها لكسر هذا التابوه الجديد شديد الحرمة الذي أضيف لثلاثية الجنس والدين والسياسة لكن بطريقة مختلفة فبدلاً من منع المواطنين وتخويفهم من الخوض فية وتناوله في أحاديثهم يتم الحديث عنة في الغرف المغلقة وصالونات النخبة، بينما يتم التقليل من خطورته في وسائل الإعلام ويتفه لأسباب مجهولة.
    المال النساء والسلاح ثالوث الموت الذي يهدم الدول بالدم والفساد الجارف ليبقيها خاوية على عروشها بتمكنة من مفاصلها وإضعاف مواطن قوتها قبل أن يعلن وفاتها والإستيلاء عليها والشواهد على مدى التاريخ لا حصر لها.
    ما يؤرقني ويخيفني من هذة الحوادث وإن كانت لاتزال محصورة في فئة معينة أنها تستهدف بنية المجتمع وتسعى للتمدد أفقيا وعاموديا وأرضياً لتتسبب في عطب أكبر نسبة ممكنة وهتك حرمة المجتمع والمساس بمنظومتة الأخلاقية من خلال اعتياد هذة الصور وإدخالها لحياتنا اليومية بشكل أقرب للطبيعي باعتبارها جزء من البيئة التي نعيشها.
    لم أكن يوماً من دعاة حمل السلاح أو تشديد العقوبات وفرض مزيد من القيود على الحياة العامة للمواطنين، إلا أن ما شاهدتة مؤخراً وأحسست به يدفعانني لمطالبة وزير الداخلية صاحب الصولجان المنافح عن مشروع قانون الأسلحة الجديد من دب في قلوب يأجوج ومأجوج الذعر عندما تحدث عن سلاح الأردنيين الذي وصل لأرقام فلكية زادت على عدد الأردنيين بأن يضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسة النيل من وطننا بشتى الطرق وليبدأها بالنوادي الليلية ومرتاديها بدلاً من تكبيل الحريات وحبس المطالبين بحرية التعبير.
    مابين نهار عمان وليلها تختلف العوالم والقراءات بما يجعل إحساسك كما لو أنك خرجت من دنيا لدنيا آخرى غير مدرك أن كل ما تغير هو الزمان وبعض الشخوص اللذين يعتدون على هيبة الدولة ويقلبون طاولتها بحسب ما جاءت ريحهم.





    [18-08-2019 10:44 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع