الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا.

    خلق الله كل إنسان وعلى كتفه اليمين الرقيب لتسجيل أعمال الخير وعلى كتفه اليسار العتيد لتسجيل أعمال الشر. أي لكل إنسان قاعدتي بيانات واحده لأعمال الخير والثانية لأعمال الشر. وجعل الله الرقيب المسؤول عن العتيد حيث لا يسمح له أن يكتب أي عمل شر لأي إنسان إلا بعد موافقة الرقيب له. لأنه عادة ما يمهل الرقيب الإنسان لأخر ثلث في الليل عند نزول الله للأرض يتفقد عبادة ويقول: هل من مستغفر أغفر له؟ وهل من تائب أتوب عليه؟ وهل من داعٍ أجب دعوته؟ ... إلخ لعله يتوب ويستغفر الله. فبعد إمهال الإنسان إلى آخر ثلث في كل ليلة وإن نام الإنسان ولم يتب أو يستغفر الله يؤذن للعتيد أن يكتب ما فعله من أعمال شر. وعلى كل إنسان أن يعلم أن الله كاشف سره وعلنه ويعلم ما تخفيه الصدور. قال تعالى ( يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (التغابن: 4)). وقال تعالى أيضاً ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)). وللمصادفة الجميلة أن الآيتين تحملان رقم 4 في السورتين.

    وكما ذكرنا في مقالات لنا سابقة أن الإنسان العاقل والكيس والفطن هو الذي يعلم أن الله يسمع ويرى كل أفعاله ويخجل ويستحي من ربه أن يقوم بأي أعمال سيئة. ويعمل الخيرات ليحظى برضى ربه ويفوز بالجنة. وعندما نفكر في ما يعمله السيئون والغافلين من عباد الله نقول كم أنت يا الله صابر على عبادك وكم أنت كريم في إمهالهم كثيراً قبل أن تعاقبهم. قال تعالى ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (النحل: 61)). كما قال الله أيضاً ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (فاطر: 45)). فعندما يريد أن ينتقم الله من أشرار الناس في الدنيا يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ولا أحد يستطيع أن ينقذهم مما منفذ فيهم.

    ورغم أن معظم الناس يؤمنون بالخالق ويؤمنون بالأخرة وبالعقاب والحساب إلا أن كثيراً منهم يعملون السيئات لأنهم غافلون عما أمرهم به الله ورسوله. قال تعالى ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179)). كما قال تعالى أيضاً ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44)). ولما تقدم نجلس في كثير من الأحيان ونقول: سبحانك يا ألله كم أنت حليم وصبور وغفور ورحيم بعبادك وكم تعلم من ذنوب عبادك الكثير الكثير وتستر عليهم وتمهلهم للتوبة والإستغفار. ونقول لواننا نحن البشر كشفنا أسرار ونوايا بعضنا على بعض لنشبت معارك بين بعضنا البعض ونحمد الله أننا لا نكشف نوايا بعضنا على بعض كما أن الله كاشف كل أسرارنا ونوايانا. قال تعالى ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (الإسراء: 17)). نعم يا ربنا، وكفى بك بذنوب عبادك خبيراً وبصيرا. اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فأعف عنا.





    [15-08-2019 12:14 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع