الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    تَهَادُوا تَحَابُوا

    يصادف اليوم الأحد الموافق 11/08/2019م الموافق 10 ذو الحجة 1440هـ أول أيام عيد الأضحى المبارك المعظم للأمة الإسلامية في العالم الإسلامي والعربي والعالمي. علماً أن بعض الدول العربية قَرَّرَت أن يكون أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك يوم الإثنين الموافق 12/08/2019م بناءاً على رؤيتهم هلال أول يوم من شهر ذو الحجة. ونرجوا أن لا يكون هناك خلافاً بين الدول الإسلامية في هذه الأمور لأن ذلك يؤدي إلى الإختلاف بين المسلمين في وقفة عرفات وفي أول يوم العيد، قال تعالى ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال: 46)). لقد تقدمنا في التكنولوجيا وعلم الفلك وأدواتهما فكان أحرى بنا أن نُحَكِمَ بيننا الأجهزة الحديثة والموثوق بها في رصد الهلال لتحري رؤية هلال ذو الحجة ولا نختلف لأي سبب من الأسباب. لأن ذنب كل مسلم في أي بلد من بلدان العالم خالف حقيقة يوم عرفة وبداية العيد وكم عددهم؟! ملايين سيكون في رقاب المسؤولين في تلك البلدان. وكيف سيكون موقف هؤلاء المسؤولين يوم الحساب أمام رب العالمين؟!، (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (الصافات: 24)).

    ليس هناك أجمل من الإتفاق على الخير بين الناس أجمعين، وسوف لا ولم ولن يكون أجمل ولا أسعد من أن تتفق جميع الدول الإسلامية على بداية صيام رمضان وبداية عيد الفطر السعيد، وكذلك على بداية شهر ذو الحجة ووقفة عرفات وبداية عيد الأضحى المبارك. والأجمل من ذلك في العيدين هو تبادل الهدايا والعيادي بين الناس وخصوصاً بين الأقارب والجيران والأصدقاء والأصهار والأنسباء، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: تهادوا تحابوا. وهذه العادات الإجتماعية في المجتمعات الإسلامية في جميع بقاع الأرض توطد العلاقات الأسرية وتنشر المحبة والمودة بين الأهل والأقارب والجيران والأصهار والأنسباء وغيرهم من المسلمين من جنسيات مختلفة. وكما يقول المثل العامي: أنا غنية وبحب الهدية. ومن لا يحب الهدية من ذكور وإناث ومن صغار وكبار وغيرهم فالهدية تذهب الغضب والغل والحسد والحقد بين الناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ويقبل الهدية، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، ويُثِيبُ عَلَيْهَا، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

    يقدم الهدية أو العيدية كل إنسان وفق إمكاناته وقدراته ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة: 286)). الهدية أو العيدية بقيمتها المعنوية وليست المادية وستدخل السعادة والسرور لكل من تُقَدَم له. فنحث كل المسلمين أن يتهادوا في الأعياد كلٍ وفق مقدرته ولو كان شيئاً بسيطاً وقية قهوة، كيس مكسرات، إثنين كيلو خبز طابون ... إلى مبلغ معين من المال حتى تدوم المحبة والمودة والألفة بين الناس وتتوطد العلاقات الإجتماعية. وأهم شيء في العيدين إدخال السعادة والسرور إلى نفوس الأطفال والنساء والفتيات لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: وإستوصوا بالقوارير أو النساء خيراً. وكل عام وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظمين والعائلة المالكة والمسؤولين والشعب الأردني الأبي بكل خير من الله وعسانا جميعاً من عواده.





    [11-08-2019 09:55 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع