الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    قَوَانِيْنُ إِجْتِمَاعِيَةٌ يَجِبُ مُرَاعَاتُهَا

    ذكرنا في مقالةِ أمس أن الله رفع بعضنا فوق بعض درجات في كل شيء في المال والجاه والعلم والوسامة والجمال والفهم والذكاء ... إلخ ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)). ووضحنا أن الهدف من كل ذلك هو إمتحان الله لنا في كيفية تصرفنا فيما آتانا الله من كل شيء مع أنفسنا أولاً ومع غيرنا من خلق الله من حولنا ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (القصص: 77)). كثيرٌ من الناس لا يعلمون أن ما آتاهم الله من أموال ومن نعم لا تعد ولا تحصى هي كلها من مال الله وليس بشطارتهم أو بذكاءهم أو على علم منهم كما قال قارون من قبل: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي فَخَسَفَ الله بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ، فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ (القصص: 78 و 81 )).

    وبغض النظر عن الفقر والغنى والجاه والحسب والنسب والقوة والعلم والشهادات العليا والمناصب المختلفة، فإحترام النفس البشرية واجبة على كل إنسان وعلى الناس أجمعين في هذا الكون. لأن الله كرَّم بني آدم وفضلهم على كثير من خلقه ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (الإسراء: 70)). فما دام أن الله فضَّل بنو آدم على كثير من خلقه فوجب علينا نحن الناس أجمعين أن نحترم ونقدر هذا الإنسان لإنسانيته وليس لماله أو جاهه أو ... أو... إلخ. وهذا هو قانون ربِّ العالمين للناس أجمعين لدى جميع الأديان التي نزلت من السماء من مصدر واحد وبلَّغها رئيس الملائكة جبريل عليه السلام للرسل والأنبياء أجمعين. ومن يخالف ذلك فهو عدوٌ لله والملائكة وجبريل وميكائيل بالخصوص ( مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (البقرة: 98)).

    فهناك قوانين إجتماعية لا بد من مراعاتها وتطبيقها عملياً بين الناس أجمعين بغض النظر عن اللون واللغة والدين والعرق ... إلخ لأن الله هو الذي خلقنا أجمعين ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)). والله هو الذي خلق الكافر والمؤمن ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ ( التغابن: 22)). نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن ميمون بن أبي شبيب أن عائشة رضي الله عنها مرّ بها سائل فأعطته كِسرة، ومرّ بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل، فقيل لها في ذلك، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزلوا الناس منازلهم. ولكن في نفس الموضوع قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(الحجرات: 13)). فمن يريد أن يحبه الناس فعليه أن يحب الناس وكيف تريد أيها الإنسان أن يحبك الناس وأنت لا تحبهم؟. ومن يريد أن يقف له الناس في مناسباته في الأفراح والأتراح فعليه أن يشارك الناس في أفراحهم وأتراحهم، فمن أنت مهما كان منصبك أو مركزك أو غناك أو جاهك ... إلخ تقف لك الناس في أفراحك وأتراحك وأنت لا تقف لهم؟. ومن يريد أن يخلص له الناس ويكونوا أوفياء له فعليه أن يكون هو أولاً مخلصاً ووفياً لهم وغيرها من القوانين الإجتماعية البسيطة التي يجب الإلتزام بها.





    [09-08-2019 06:19 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع