الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    قَالَت نَمْلَةٌ

    تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (الإسراء: 44))، وهذا دليل على أن كل نوع من مخلوقات الله يتكلم بلغة تخصه لا يفقهها إلا خالقها أو من يشاء أن يُعَلِمَ من عباده لغات بعضها مثل سيدنا سليمان الذي عَلَّمَهُ الله لغة الطير وغيرها من مخلوقاته (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (النمل: 16)). وقد عَلَّم الله سليمان لغة النمل أيضاً ( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (النمل: 18)). وهنا قالت النملة لَا يَحْطِمَنَّكُمْ ... لأن جسم النمل مخلوق من مادة الزجاج التي تكسر أو تحطم بالضغط عليها. وعندما سمع سيدنا سليمان قول النملة حملها على كفه وتبسم لها ضاحكاً وأوقف جنوده عن المسير حتى دخل جميع النمل مساكنهم وقال ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك علينا (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (النمل: 19)). وهنا أضاف سيدنا سليمان قائلاً ومؤكداً أنه لا يدخل أي إنسان الجنة بعمله فقط وإنما برحمة ربِّ العالمين حتى الأنبياء. العمل الصالح هو الذي يجعل الله يرضى عنا ويرحمنا برحمته إن شاء حتى ندخل الجنة لأن الله يعلم السر وأخفى ويعلم فيما إذا كنا نعمل هذه الأعمال لإرضاء ربِّ العالمين أو رياءاً ليقال عنَّا من قبل الناس في الدنيا أننا عملنا كذا وكذا.

    كما أن كل مخلوقات الله في السموات والأرض يسبحون ويصلون له، ولكن لا نعلم نحن كيفية ذلك. والله خالقهم هو الذي يعلم بطرق تسابيح وصلاة كل نوع من مخلوقاته (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (الروم: 41)). وقد كان آدم عليه السلام أول تلميذ في الإنسانية تتلمذ على يدي معلمه ربِّ العالمين عندما علَّمه الأسماء كلها (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). وبعد أن أهبطه هو وزوجه وإبليس على الأرض سخر له ولزوجه مخلوقاته أجمع من حيوانات وطيور وغيرها ليتعلم هو وذريته من بعده منها ما يشاء ربِّ العالمين أن يتعلموه ( قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)).

    وسيبقى الإنسان يتعلم مهما بلغ من درجات العلم ومهما حصل على مختلف الشهادات العليا لأن العلم لا ينتهي عند حد و كذلك التعلم. فالذي يدعي أنه حصل على الشهادات العليا مثل الدكتوراه وما بعد الدكتوراه (Post Doctorate) ويعلم كل شيء فهو إنسان مخطيء. فبعد أن حصلت أنا شخصيا على شهادة الدكتوراه من بريطانيا وكنت أتابع أبحاثي وأحمل أوراقي معي، كانت تسألني والدتي: بماذا أنت مشغول يا بلال؟ أقول لها: بأبحاثي حتى أترقى في سُلَمِ المراتب الأكاديمية المختلفة، فتقول لي: ألم تختم العلم يا ولدي وحصلت على شهادة الدكتوراه وهي أعلى شهادة؟ أقول لها: يا والدتي، نعم، حصلت على الدكتوراة ولكن العلم لا ينتهي ويبقى الإنسان مستمراً في تلقى العلم حتى يغادر هذه الدنيا. فتقول لي: والله إني أشفق عليك من كثرة ما تعبت في دراستك سابقاً وها أنت مازلت تتعب في التعلم والتعليم. وقد أوضحت لوالدتي أننا نحن في السلك الأكاديمي لنا رتب كرتب العسكريين نبدأ بعد الدكتوراة برتبة محاضر متفرغ ثم أستاذ مساعد-ب فأستاذ مساعد-أ فأستاذ مشارك-ب فأستاذ مشارك-أ وبالنهاية أستاذ دكتور.





    [04-08-2019 08:06 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع