الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    المُؤْمِنُ الكَيِّسُ الفَطِنُ

    سُئِلَ الشيخ العلاَّمَةُ محمد متولي الشعراوي من قبل شخص من غير المسلمين السؤال التالي: أنتم تقولون في دينكم أن الله لا يجعل للكافرين عليكم سبيلاً وكيف والآن وغير المسلمين من كافرين وغيرهم يتحكمون في جميع أمور حياتكم؟. أجاب الشيخ الجليل: عندما كُنَّا مؤمنين في بداية العصر الإسلامي لم يجعل الله للكافرين علينا سبيلاً وفتحنا بلاداً كثيراً في العالم ولكن عندما أصبحنا مسلمين في الإسم فقط وبَعُدْنا عن الإيمان أي أصبحنا غير مؤمنين جعل لغير المسلمين من كفار وغيرهم علينا سلطاناً (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (النساء: 141)). وقال الله أيضاً ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوهنا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(الحجرات: 14)). هناك فرق كبير بين إنسان مسلم وبين إنسان آخر مؤمن كما قال الله تعالى في كتابه العزيز أن المسلم الذي يستجيب لأوامر الله ونواهيه ينتقل لدرجة الإيمان ثم درجة الرُشْد ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة: 186)). فنصوص الآيات واضحه ولا لُبْسَ فيها.

    فطالما نحن كمسلمين لسنا مؤمنين بالله حق الإيمان فسوف لا نصل لدرجة الراشدين وسوف لا تستجاب أدعيتنا لو دعونا الله ليلاً ونهاراً. وسيبقى لغير المسلمين من كفار وغيرهم لهم سلطاناً علينا، ويتحكمون في جميع أمور حياتنا ويرسمون لنا الخطط التي تناسبهم، ونأتمر بأمرهم وسنبقى نعتمد عليهم في كل كبيرة وصغيرة ومن الإبرة حتى الطيارة والصاروخ وكل شيء. وما دمنا لا نملك عناصر مثلث القوة في العالم كما كتبنا سابقاً وهي المال والعقل والقوة معاً، حيث لا ينفع عنصر المال دون عنصري العقل والقوة سنبقى تابعين وليس متبعوين ومحكومين وليس حاكمين ومُقَرَّرٌ لنا ولسنا مقررين ... إلخ. والمؤمن بالله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بصفتين هامتين الكياسة أي الدبلوماسيه العالية والذكاء وكيف لمؤمن كَيِّسٌ وفَطِنٌ أن يكون لأي إنسان سواء أكان كافر أو غير ذلك عليه سلطان ؟!.

    والإيمان بالله ليس محصوراً على أتباع الديانة الإسلامية فقط ولكن على أتباع الديانات اليهودية والمسيحية وغيرها مما ذكرها القرآن الكريم ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (الحج: 17))، دون إستثناء، فالله رب العالمين ورب الناس أجمعين. فربما تجد مؤمنين وكيسون وفطنون من غير المسلمين كُثُر ولهذا لهم سلطان علينا نحن المسلمين فقط ولسنا المؤمنين. ولهذا السبب وصلنا لما نحن فيه، وقد عرف الأجانب والكفار السبب الحقيقي لسر تفوقنا وسلطاننا عليهم سابقاً وجعلونا نترك الأسباب ومن ترك أسباب التفوق والسلطان فقد تفوقه وسلطانه. هذه شهادة وزير المستعمرات البريطانية غلادستون: فقد صرَّح في مجلس العموم البريطاني مخاطِباً النواب قائلاً لهم: ما دام القرآن بيد المسلمين فلن نستطيع أن نحكمهم، لذلك فلا مناص لنا من أن نزيله من الوجود، أو نقطع صلة المسلمين به. وكم منَّا يحتفظ بكتاب الله القرآن الكريم في بيته ويقرأ فيه ولو شيء يسير كل يوم؟.





    [03-08-2019 08:27 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع