الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كيف ترى قيادتي؟

    حاولت أن أجرب فأتصل بالرقم الذي في ذيل عبارة «كيف ترى قيادتي؟» المثبت في أسفل مؤخرة الشاحنة التي كانت تتماوج وكـأن سائقها في مارثون أو في سباق مع نفسه، أردت أن أصرخ فأقول في أذن من يجيب الإتصال «قيادتك مثل (...) وقد ظننت أن من سيلتقط الاتصال هو السائق نفسه وكنت أتابع حركة يديه وأصرخ أجب يا أخي لكن ما من مجيب.

    كيف ترى قيادتي، يبدو أنه تقليد أعمى، والحقيقة لم أر مثله في أي من مدن العالم من غير العربية، لأن السائقين في تلك العواصم لا يحتاجون لمن يسألهم هذا السؤال ليس لترفع أو لتكبر فقط لأنهم لا يتركون مجالا لطرح السؤال أصلا فهم ملتزمون بالقوانين وفي ما يسمى بفن القيادة، فيسقط مجرد التفكير في السؤال.

    لقد لاحظت أن من يضع هذه اللافتة هم أكثر السواقين مخالفة للقوانين وأكثرهم حدة وعنفا وصلافة في القيادة، وكأنه يقصد أن يخالف اللافتة أو يدفع الناس لشتمه وشتم الشركة أو المدرسة التي يعمل فيها سائقا.

    أزيلوا هذه اللافتات فهي لا تعني شيئا لأن أحدا لا يجيب على أي اتصال يبادر إليه من يريد أن يشكو، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لماذا يطرح السؤال أصلا إن كانت الإجابة واضحة في سلوك السائق.

    وما دمنا نتحدث عن القيادة، إعرف أن أسلوبك في القيادة هو تعبير عن شخصيتك، وهو مرآة لأخلاقك، فإن كنت نزقا فسيبدو ذلك في أسلوبك في قيادة السيارة وإن كنت عبثيا أو عدوانيا أو عشوائيا، وإن كنت من هواة الاستفزاز فكل ذلك سيكون حاضرا معك أثناء قيادتك والعكس صحيح.

    يخرج الرجل منا من منزله فيحمل كل مشاكل الحياة معه الى الشارع، يعود الرجل منا الى منزله فيحمل كل مشاكل الشارع معه الى منزله، لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فأنت في المنزل كما أنت في العمل كما أنت في الشارع هكذا يقول علماء التحليل النفسي، فاحذر، قيادتك هي عنوان شخصيتك، والسؤال أعلاه يجب أن يكون «كيف ترى شخصيتي من قيادتي؟».





    [02-08-2019 09:44 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع