الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأديان مطايا للسياسة

    كانت تقول لي أمي رحمها الله ورحم الله أموات الناس ممن يستحقون الرحمه أجمعين: يا أمي أريد منك أن لا تعمل في ثلاثة أشياء في حياتك وهي أولاً: السياسة (أمي إبنة شيخ عشيرتها وكان أهلها رؤساء بلديات في فلسطين وحكام إداريين). وثانياً: العسكر (كان أخوها في الجيش البريطاني وتوفي في التدريب العسكري)، وثالثاً: لا تكون طيَّاراً ( كانت تخشى علي من سقوط طائرتي). هنا يتجلى حنان قلب الأم على فلذة كبدها أو فلذة أكبادها والحمد لله أنني سمعت توصياتها الثلاثة. وددت أن أذكر هذه التوصيات في بداية مقالتي لهذا اليوم الأول من أغسطس عام 2019 حتى أُذَّكِرَ القراء أجمعين بأن الإنسان يتعلم من خبراته في حياته ومما يحدث مع الآخرين. فنحن كأمة عربية كان علينا منذ سنين طويلة أن نتعلم مما حدث معنا من أحداث مؤلمة وسلبيات، ونحولها إلى أحداث سعيدة وإيجابيات. والأدهى والأمر أنه تتكرر معنا نفس الأحداث ونقع في نفس الأخطاء ولا نتعلم منها. فماذا دهانا؟ وهل نحن مُخَدَّرُونَ؟ أو مُبَرْمَجُونَ من قبل غيرنا أن نكون هكذا؟ أو مسحورون لكي لا نصحى من غفوتنا أو سباتنا؟ أو ... أو ... أو؟ لا ندري.

    فالسياسة هي منافع مشتركة بين طرفين أو أكثر وبنسب متفاوته وفق قوة كل طرف. وهذا بالطبع ظهر تطبيقياً بعد الحرب العالمية الأولى عندما تقاسمت الدول المنتصرة دول العالم بخيراتها فيما بينها وفق قوة ومساهمة كل دولة في الحرب. وكذلك تم تقاسم خيرات دول العالم مرة ثانية بين الدول التي إنتصرت في الحرب العالمية الثانية وفق قوة ومساهمة كل دولة في الحرب. ولكن السؤال ماذا عاد علينا نحن الدول الإسلامية و العربية من الحربين الأولى والثانية من مكاسب، رغم أننا شاركنا في الحربين المذكورتين على قدر إستطاعتنا؟! لقد تقاسمت الدول العظمى في الحربين خيرات دولنا ولم تكتفي بذلك بل تم الإيقاع بين قادة وشعوب الدول الإسلامية و العربية وبتخطيط مسبق ومقصود لتقطيع أوصالها وتمزيقها وهدر طاقتها وكل ما تملك من أموال وثروات طبيعية. أما آن لنا أن نتعلم من كل ما سبق من أخطاء؟! ونتخذ منهج سياسي فيه مصلحة بلادنا وشعوبنا لنعيش حياة سعيدة ورغبدة ومستقرة لكل المواطنين والناس أجمعين؟!. ألم نملك من الثروات الطبيعية ما لم تملكها أي دول في العالم؟ ، ألم نملك الذهب الأسود والأصفر والأبيض وغيرها؟ ألم نملك المواقع الإستيراتيجية في العالم؟ أما آن لنا أن تكون سياستنا مستقلة عن الجميع ولا ننحاز لأي دولة أو دول في العالم إلا وفق مصالح مشتركة؟ وليس فيها الظلم لأحد من خلق الله؟. يقولون: صراع الأديان، نقول لا، صراع المصالح المشتركة فقط، فالأديان تستخدم مطايا للسياسة. الأديان كلها تطالب بالعدل والمساواة وعدم الظلم ... إلخ من الصفات الحسنة لأن الأديان السماوية كلها مصدرها ومنهجها واحد من الله سبحانه وتعالى.

    فلنحكم عقولنا ونكون منصفين وعادلين في جميع أمور حياتنا وحياة الآخرين، لأننا كلنا عباد لله ولأن العدل هو أساس الحكم، والله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة. فهل دولنا الإسلامية والعربية والتي عندها من الأموال والثروات ما تعجز أكبر البنوك العالمية على الإحتفاظ بها وإدارتها؟ هل هي منصفة وعادلة في إدارة وتوزيع ثرواتها على شعوبها وشعوب العالم المستحقة؟ أم تأخذها الدول الكبرى وتستغلها بشكل غير منصف وعادل لقضايا وطنية وإقليمية وعالمية في العالم؟. لماذا لا نؤسس صندوق نقد إسلامي أو خليجي أو عربي و ننميه في مشاريع تعود على شعوبنا وشعوب العالم بأسره بفوائد توزع بالعدل والمساواة حتى يعيش الناس في العالم اجمع حياة سعيدة وشريفة. ونكون بذلك خدمنا كل خلق الله والتابعين لأديان الله جميعاً وحتى الكفار لأن الله هو الذي خلق الكافر والمؤمن ومتكفل برزقهما ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)).





    [01-08-2019 09:41 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع