الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الخوف والقدوة عاملين مشجعين للتميز

    لا يكون دائماً الخوف من شيء ما عاملاً محبطاً للعزيمة ومدمراً لمعنويات الإنسان. فلو حلَّلْنَا قصة قابيل وهابيل في بداية هذا الكون عندما إختلفا على من سيتزوج الأخت الأجمل (كان في ذلك الزمان مسموح زواج الأخ من أخته ليتم تكاثر بني آدم). لوجدنا أن قابيل شعر وحس بالخوف الشديد من هابيل بأنه سيتزوج الأخت الأجمل لعدم تقبل الله قربانه وتقبل قربان أخيه. فخوفه هذا وبمساعدة الشيطان له الذي قوَّى من عزيمته وشجعه على قتل أخيه فقتله وأصبح من الخاسرين ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (المائدة: 30)). وكذلك قصة سيدنا داوود وجالوت فكان سيدنا داوود يعتبر صغيراً جداً في حجمه مقارنة مع حجم جالوت وكذلك في عدته وعتادة، ولكن خوفه من أن يقتله جالوت المارد والمدجج بالسلاح جعل الخوف منه رجلاً شجاعاً ومقداماً وجعل من مقلاعه وحجره سلاحاً مدمراً وقاتلاً لجالوت فرماه بمقلاعه فأرداه قتيلاً. علماً بأن الذي يدفع المعتدي على الإعتداء على غيرة هو خوفه من أن يُعْتَدَى عليه فالخوف هو الذي يشجعه على الإعتداء أولاً.

    فلو تناولنا بعض الأمثلة الأخرى مثل السيدة أم كلثوم عندما سُئٍلَتْ :لماذا تتفوقين في كل أغنية جديدة لك عن سابقتها؟ فأجابت في كل أغنية جديدة، كنت أخاف أن يكون أدائي أضعف من التي قبلها فكان خوفي يشجعني على التدريب أكثر فأكثر على الأغنية الجديده أنا والفرقة الموسيقية فيكون أداؤنا أفضل من السابق وهكذا. وكذلك الطالب المتفوق في دراسته وفي إمتحاناته فخوفه من أن يحصل على علامات أقل من منافسيه في إمتحان الثانوية العامة مثلا أو في إمتحان ما قادم في فصل دراسي ما في جامعة ما يجعله يبذل جهداً أكثر فاكثر في الدراسة والإستعداد للإمتحان القادم من غيره من منافسيه، حتى يبقى متفوقاً ومتميزاً عن غيره من أقرانه. وفي أحيانٍ أخرى يكون الخوف والقدوة معاً هما المحفزان والمشجعان للإنسان على بذل جهد مضاعف فيكون أداؤه وتميزه أفضل مثل ما حصل مع الطالب أحمد عثمان الذي فاز بالثانوية العامة على الدرجة الأولى بمعدل 100% على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية للعام الدراسي 2018/2019 حفظه الله ورعاه. وكان قدوته جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، وقد سمعه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في لقائه على برنامج يسعد صباحك عندما قال: إن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم قدوتي وإنجازاته على مستوى الوطن والإقليم والعالم كانت مشجعاً لي أن أتفوق على غيري في الثانوية العامة. ولا ننسى أن هذا العام تم إعتماد إمتحان واحد للمواد أجمع في الثانوية العامة، فكان الخوف عامل مشجع للطلبة جميعا للدراسة أكثر فأكثر فتحسن أداؤهم بشكل عام.

    وقد كان خوفي أنا شخصياً بلال أنس حامد ابوالهدى خماش وقدوتي جلالة الملك الحسين بن طلال المعظم طيب الله ثراه في تلك الفتره المشجعان لي في دراستي وكانا هما العاملان اللذان جعلاني أبذل أقصى ما عندي من جهد حتى فُزْتُ بالترتيب الأول في المملكة الأردنية الهاشمية أكاديمياً في ذلك الزمان. وقد حصلت على جائزة ساعة ذهبية ملكية من جلالة الملك الحسين بن طلال وقد سلمني إياها سمو الأمير الحسن بن طلال المعظم في إحتفال في مدينة الحسين الرياضية في عمان، لكون جلالة الملك الحسين بن طلال المعظم كان خارج البلاد حينها. وقد حصلت على ساعة ذهبية ثانية من جلالة الملك الحسين بن طلال المعظم طيب الله ثراه عندما عملت مستشاراً للدائرة المالية في الديوان الملكي الهاشمي العامر في أول محادثات السلام. ولكل مجتهدٍ نصيب وهذا ما عهدناه في العائلة الهاشمية المالكه في الأردن أباً عن جداً من رعاية للعلم والعلماء والمتفوقين من أبناء هذا الوطن. فنسأل الله أن يدوم حكم وعز العائلة المالكه في الأردن وعلى رأسهم جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظمين.





    [31-07-2019 09:37 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع