الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الله للجميع

    خلق الله آدم ومن ثم خلق زوجه ومن ثم بمشيئته تزوج آدم زوجه ورزقهما الله الذرية من إناث وذكور في الأرض وتكاثرت ذرية آدم وزوجه عند طريق الزواج ايضاً ونشأت الأمم المختلفة في اللون واللسان وأرسل لهم الله الأنبياء والمرسلين لهدايتهم إلى سواء السبيل. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1))، ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22))، ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (البقرة: 213)). فلا يحق لأي أمة من الناس أن تقول أن الله لهم وحدهم فالله لجميع خلقة ولكن الله يدافع ويكون مع كل من يستجيب لأوامره ونواهيه ويؤمن به حق الإيمان ويستجيب لأدعيتهم ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ(الحج: 38))، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( البقرة: 186)). فيقول كثيرٌ منا نحن المسلمون، الأئمة في كل صلاة جمعة يدعون الله والمساجد ملأى بالمصلين ويقول المصلين آمين، ولكن لا يستجاب لأدعيتنا! وترى الأعداء في تقدم وفي تسلط علينا بإستمرار لماذا؟ نقول لهم: لأن الشروط التي طلب الله توفرها في كل من يدعوه من عباده وهي الإستجابة لأوامره ونواهيه والإيمان القطعي بالله حتى نكون من الراشدين وتستجاب أدعيتنا، غير متوفره عندنا وإذا ما قارننا الله بغيرنا ممن حولنا يجد أعمال غيرنا أفضل من أعمالنا.

    الله هو الذي يعلم السر وأخفى وهو الذي خلق الكافر والمؤمن وبصير بما يعملون ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)). فلماذا نستغرب أن الله يستجيب دعاء الكافر ولا يستجيب دعاء من يدَّعي أنه صاحب ديانة وليست متوفرة لديه شروط إستجابة الدعاء. وكثيرٌ من أصحاب الديانات يدَّعون أنهم هم خير من خلق الله من عباده، أو هم خير أمة أخرجت للناس، أو انهم شعب الله المختار ... إلخ، فلتدعي كل أمة ما تشاء. والله أعلم بخلقه أجمع، ويرزق كل من خلق ولو كان الله لا يريد أن يرزق من خلق لما خلقه من البداية. ولله في خلقه شؤون وليس لأحد من خلقة أن يعترض أو يسأل لماذا فعل أو يفعل الله كذا وكذا مع هذه الأمة أو تلك؟ ولكن نحن نُسْأَلُ من قبل الله عن كل أفعالنا (
    لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23)). ولا لأحد أن يعترض على ما يحدث معه أو مع غيره أو على رزقه أو ما يرزق الله غيره لأن كل شيء مكشوف لله وميزانه دقيق وحساس و يفعل ما يشاء ويرزق من يشاء من عباده وفق أعمالهم ( لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (النور: 38)).

    فحتى يميزنا الله عن غيرنا من الأمم ويفعل معنا الخيرات ويرزقنا أفضل من غيرنا فعلينا أن نتميز عند ربنا عن غيرنا في أعمالنا التي ترضيه من كل ناحية. وإذا خصَّنا الله بخيراته وبنعمه التي لا تعد ولا تحصى وميزَّنا عن غيرنا في كل ناحية من نواحي الحياة لكوننا أرضيناه، نستطيع حينها أن نقول نحن خير أمة أخرجت للناس وإلا فهو كلام في مهب الريح.





    [30-07-2019 10:04 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع