الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    شَعْبُنَا لا يُقْهَرُ

    لقد أثبتت الشعوب في العالم أن إرادتها لا تقهر رغم ما مرَّ عليها من فترات قاتمة ومظلمه وظلم وقهر ... إلخ، سواء أكان الظلم والقهر من المستعمر أو من الحكام الفاسدين. فقد سجل التاريخ ثورات شعبية عديدة منها الثورة الإنجليزية خلال 1642–1660 على عائلات إستفردت في الحكم وعاثوا ظلماً وفساداً، نتج عنها نظام حكم برلماني. والثورة الأمريكية خلال 1775-1783 على المستعمر البريطاني نتج عنها إستقلال أمريكا عن بريطانيا وحرية أمريكا في إلتزام جانب الحياد دون التحيز لأمريكا أو بريطانيا. الثورة الفرنسية 1789-1799 ضد الظلم والإستعباد والجوع والفقر نتج عنها إصلاح الشؤون العامة للدولة وإصلاح نظام الضرائب وتوفير حرية التجارة في الداخل والخارج. الثورة العرابية خلال 1881-1882 في مصر نتج عنها إلغاء نوعاً ما نظام الإقطاع وإحقاق بعض العدل والمساواة بين الناس. الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي وأولاده 1916-1925على الظلم والفقر والجوع والمرض التي كانت تعاني منه الأمة العربية وهذه الثورة في غنى عن كتابة تفاصيلها لأننا في الأردن نعلم عنها الكثير الكثير ونحتفل في كل عام بتاريخ حدوثها. وهناك العديد من الثورات العربية والعالمية الأخرى لا داعي لذكرها. فمن يفكر من قادة العالم بأن الإتفاق مع زعماء الدول في حل أي قضية من قضايا شعوب العالم يغنيهم عن إرضاء شعوب تلك القضايا، نقول لهم إرجعوا للتاريخ وإقرأوه حتى لا تندموا وتضيعوا وقتكم وأموالكم سدى. فالإنسان هو الإنسان له أحاسيسه وحاجاته الطبيعية من جميع نواحي الحياة الكريمة التي زرعها الله في نفسه وجسده بغض النظر عن نشأته وثقافته وعلمه أو اللغة التي يتكلمها.

    فلحل أي قضية في العالم تمس أفراد شعوب ما لا بد من التفكير في تلبية حاجات تلك الشعوب قبل الحصول على رضى حكامها. فلو حسبناها رياضياً أو حسابياً فكم يكون عدد الحكام وأفراد عشائرهم مقابل عدد شعوبهم؟. وكما نعلم أن الحكام يعتمدون على من حولهم من حراسات وقوات عسكرية وإستخباراتيه ... إلخ، فنتساءل من أين هؤلاء الذين من حولهم؟ أليسوا من أبناء هذه الشعوب؟! وهل الأبناء يعملون ضد أهاليهم؟ وهل يهون عليهم ظلم وقهر أهاليهم وأقاربهم وأنسباءهم؟ بالطبع لا. فلو حكمنا العقل والمنطق، فنجد أن حل أي قضية في العالم لا بد من تلبية حاجات أهل هذه القضية من أفراد وجماعات أولاً وقبل حكامهم وإلا لا ولم ولن تحل القضية. هذا علاوة على أنه من الخطأ الكبير والفادح أن تحل قضية أي شعب في العالم على حساب مصالح شعب آخر. فكل شعب له وطنه الذي يفديه بالمهج والأرواح وله حقوقه التي لا ولم ولن يتنازل عنها مهما كلف الثمن عاجلاً أم آجلاً وله تاريخه العريق والذي سجله التاريخ.

    نحن في الأردن قيادة وشعباً لم نعتدي على حقوق أي شعب في أي دولة من دول الجوار أو الإقليم أو العالم ولم نتدخل بشؤون أي دولة من حولنا أو عالمياً إلا إذا طلب منا، وبالحق وبدون ظلم لأي طرف. لقد إستقبلنا مهاجرين من دول عديدة وإحتضناهم وقاسمناهم شربة الماء ولقمة الخبز وكل ما نملك ومددنا يد العون والمساعدة لكل شعب في أي دولة عربية أو إسلامية أو أجنبية إحتاجت المساعدة وعلى قدر ما نستطيع. فنتوقع من كل دول الجوار والإقليم والعالم أن يقفوا معنا في كل الظروف، وخصوصاً في الظروف الصعبة الإقتصادية والمالية والسياسية التي نمر بها ألم يقل الله في كتابه العزيز ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ( الرحمن: 60)).





    [29-07-2019 09:04 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع