الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن وحقيقة الأمن والأمان !
    تعبيرية

    أحداث اليوم - عهود محسن - أرقام مرعبة وحوادث غير معتادة تتصدر مشهد الإعلام الأردني والمجتمع في آن معاً بطلها الرئيس العنف وانعدام السلم المجتمعي اللذان لطالما تغنينا بهما باسم الأمن والأمان.

    هل يعقل يا حكومة النهضة أن نعود للبدائية الإنسانية في التعامل مع بعضنا البعض ونحن نعيش الألفية الثالثة بكل ما حوته من تطور تكنولوجي وتشريعي وإنساني حول العالم؟

    بات من الأمور الاعتيادية في كل صباح أن يبدأ الأردني يومه أو يختتمه بالحديث عن وقوع جرائم وإزهاق أرواح بريئة لا ذنب لها سوى أنها جزء من مجتمع يعيش حالة من عدم الإستقرار الحضاري والنفسي التي خلفتها تجاذبات وضغوطات جعلت مجتمعنا الذي كان بسيطاً طيباً ساحة للشراسة.

    عاش الأردنيون خلال الساعات الماضية صدمة 3 جرائم إحداها مقتل ثمانينية ووفاة سيدة طعناً، لينتهي المطاف بالقبض على قاتل طليقته في عمان، جرائم متعددة أرفضها وأعلن على الملأ مطالبتي بإيقاع أشد العقوبات وإنفاذ الأحكام القضائية على مرتكبيها بالسرعة القصوى دفاعاً عن حق الإنسان الاردني في الحياة، بعيداً عن كل دعوات حقوق الإنسان.

    تستفزني دعوات مدعي حقوق الانسان والمطالبين بوقف تنفيذ أحكام الأعدام بحق أولئك القتلة في لحظات يقشعر بدني فيها من هول الجرائم المرتكبة بحق أبرياء دون رحمة أو رأفة بالضحايا وذويهم، والذين سرعان ما يتحولون لأرقام مبهمة ليختفي ذكرهم ومتابعة قضاياهم على الرغم من بشاعة ما ارتكب في حقهم من جرائم.

    من منا لا يذكر الطفلة نبال وما أقدم علية وحش بشري تخلى عن كل معاني الإنسانية بحق جسدها الغض وبحق الطفولة، كيف لي أن أقبل له بعذر مخفف يحول بينه وبين حبل المشنقة بحجة كونه طفل، بينما أسمح له وهو أصغر من ذلك بالزواج وإصدار بطاقة أحوال مدنية وما إلى ذلك من معاملات رسمية؟ أليس هذا يا سادة وجع يتكررمع كل جريمة تقع بحق أردني أياً كان؟

    نبال طفلة بعمر دميتها احتمت بصرخاتها من يدي ذلك الإنسان الوحش، فسحق جمجمتها بكل فظاظة وانعدام للإنسانية ليحاول إثبات حيوانيته وإشباع غريزته وليترك أثراً لا يمحى من البشاعة والإنحطاط في قلب والديها وتاريخ الأردن.

    منذ نحو عقد من الزمان ونحن نكذب على أنفسنا ونحاول غرس رؤوسنا في الرمال، بالإبتعاد عن إحقاق الحق واجتثاث المزروعات الفاسدة من تربتنا الطيبة التي تحولت لنباتات ضارة باتت تهدد أرضنا بالعفن والجراثيم التي ستقضي على بيادرنا وخوابينا "أولادنا" بحجج تبتعد عن كل فطرة إنسانية ودين وأخلاق.

    جرائم الألفية الثالثة ليست كجريمة هابيل حين قتل أخاه قابيل فتلك جريمة وقعت لتعلم البشرية معنى الخير والشر، أما جرائم اليوم فهي لتعلمنا وتحفر في تاريخ دولتنا أنها نظير لانعدام الأمن والأمان وتراجع منظومة الأخلاق في المجتمع وخلق مسوغات للإعتداء على هيبة الدولة وسيادة القانون وسحق البسطاء والفقراء في الوقت الذي يتشدق فية مسؤولينا ووزرائنا بإعلان الحرب على الجريمة واقتناء الأسلحة والانتشار العشوائي لها من خلف مكاتبهم دون أن يكلف أحدهم نفسة عناء بحث مسببات ما وصل بنا الحال إليه.

    حكومة الريادة والاقتصاد الرقمي هل لك أن تعودي للأرض قليلاً وتبحثي عن الأسباب الحقيقية لانتشار الجريمة بأنواعها ومستوياتها المختلفة في المجتمع؟

    ما يجري في بلادنا اليوم حرب أهلية بلا مسببات سوى التهاون في إنفاذ القوانين ومحاسبة الجناة ووقف العمل بالعقوبة الربانية والتشريعية المناسبة لبشاعة الجرائم "الإعدام" باستغلال حجج واهية كمراعاة حقوق الإنسان والانتقائية في إنفاذها تبعا للمصالح الشخصية للبعض ونرفض تطبيقها في أمور أخرى هي أولى بالتطبيق لمساسها بالحقوق الأساسية للإنسان لعدم وجود مطبلين ومهللين لهذة الجزئيات.

    بما أنني أعتلي صهوة حصاني الإعلامي فلابد لي من التأشير على موضع الخلل والحديث عن الدور الهدام لبعض وسائل الإعلام التي تبتعد في تناولها لهذه القضايا عن الحيادية والمهنية والموضوعية لتمارس دوراً ينافي الأخلاق والقيم لمجتمعنا بحثاً عن العواجل الفارغة والسبق الصحفي اللاأخلاقي دون الولوج لعمق المجتمع والقيام بالدور الطبيعي والحقيقي المطلوب من الصحافة بعيداً عن الإثارة والتكسب من قبل زمرة بعيدة كل البعد عن أخلاق العمل الصحفي الحر.

    لا أرغب بأن أكون عدائية أكثر من اللزوم في كلماتي إلا أن حجم الوجع وتهشيم منظومة الأخلاق والمجتمع باتت من أكثر الأمور استفزازاً لشعورنا الإنساني والوطني، فالفقر والبطالة وتراجع مستوى الخدمات وارتفاع معدل التضخم وانتشار المخدرات بأنواعها المختلفة والإنحلال الأخلاقي وتغير التركيبة السكانية وما يحيط بالأردن من أزمات كلها مجتمعة تسببت فيما نحن فية الآن من حرب شوارع وبيوت في الأردن.

    لكن السؤال الأكثر من مهم هو أين تقف حكومتنا بأجهزتها المختلفة مما نحن فية اليوم من انتشار للجريمة وارتفاع لمستوياتها وانتشار السلاح الفردي بين المواطنين والإستقواء على الدولة حتى من قبل من جلسوا في أحضانها لعقود طويلة واستلذوا منفردين بخيراتها؟ 

    أسئلة برسم الإجابة أرفعها كغيري من الأردنيين لجناب الحكومة العالي علي أتحصل على إجاباتها لنحاول استصلاح أرضنا الطيبة قبل بوارها وانقطاع الخير منها.





    [21-07-2019 07:38 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع