الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    دورة حياة الإنسان

    خلق الله سيدنا آدم من تراب الأرض ونفخ فيه من روحه ثم جعل نسله من ماء مهين عن طريق الزواج (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (السجدة: 7 – 9)). وقد وصف الله لنا دورة حياة الإنسان منذ أن خلق آدم وخلال فترة الحمل حتى يخرج من رحم أمه إلى الدنيا ويعيش فيها فترة معينه وهي عمر الإنسان الذي حدده الله له ثم يتوفاه الله ليعود إليه (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(غافر: 67)). وهناك آيات أخرى عديدة في القرأن الكريم تتكلم عن الإنسان ومنها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ... (الحج: 5)). وفي هذه الآيات يتبين لنا دورة حياة الإنسان من رحم أمه ليخرج للدنيا ثم يعود إلى الله أي إلى من أين خلق أباه أدم وهو الأرض.

    فعلى كل إنسان مهما بلغ من العلم والثقافة والمراكز والرتب وما رزقه الله من الجاه والمال ... إلخ لا محال سيعود إلى الله خالي اليدين وليس معه شيء إلا أعماله التي عملها في حياته الدنيا والتي سيقابل بها ربه (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (الزلزلة:7 و8)). فالإنسان الواعي والرشيد هو الذي يحسب حساب الآخرة ويعمل قصارى جهده لتعبئة حساب الآخرة بأعماله الصالحة التي ترضي الله ورسوله وليس لتعبئة حساباته في البنوك من الأموال والذهب والفضة او ليشتري أكبر عدد من الأسهم والمستندات في أسواق الأسهم والمستندات أو يشتري ويسجل أكبر عدد من قطع الأراضي في دائرة الأراضي بإسمه. ويكون همه الوحيد في الدنيا هو جمع الأموال والممتلكات من كل شيء، هذا لا يعني أن لا يكون عنده مما ذكرنا ولكن لا ينسى من ذلك حق الله وحق الفقراء والمساكين.

    لأنه لا محالة سوف يعود إلى الله وعندما يعود إلى الله لا ينفعه أحد لا مال ولا بنون ولا عشيرة ولا مرتبه ولا ألقاب سعادة أو عطوفة أو معالي أو دولة ... إلخ من الألقاب التي سوف لا تكون عند الله في الآخرة (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُون، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (الشعراء: 88 و89)). وآخر آيه نزلت في كتاب الله عَزَ وجل هي (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (البقرة: 281))، يخاطب الله العزيز الجبَّار في هذه الآية عباده ويقول لهم جميعاً إتقوا اليوم الذي ستعودون فيه إلي وسوف أحاسب كل واحد منكم على نفسه وليس على عشيرته أو عائلته أو حزبه الذي ينتمي إليه ... إلخ. فكل واحد منا مسؤول عن أعماله وما كان يخفي في صدره ويكنه لغيره من عباد الله من خير أو شر. فَأُذَكِر جميع الناس وأنا أولهم في اليوم الذي سنغادر فيه هذه الدنيا ونعود إلى الله وسنحاسب على كل كبيرة وصغيرة (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (الكهف: 49)). مع أمنياتي للجميع بحياة هنيئة وسعيدة وعودة إلى الله فيها الفوز بالجنة.





    [20-07-2019 11:43 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع