الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بَرَكَــــــــــــةُ الله

    الله هو الرزَّاقُ، الله هو الوهَّابُ، الله هو المُعِزُ والمُذِلُ، الله هو الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران: 26)). الله هو الرافِعً، الله هو الخافِضُ، الله هو ... جميع أسمائه الحسنى أو أي إسم سمَّى نفسه وأنزله في كتابه العزيز أو علَّمه خلق من خلقه أو إستأثر به في علم الغيب لديه. ما دمنا نعلم هذه الأشياء كلها ألا يستحق منا هذا الرَبُ العزيز الجبار المتعال أن نذكره في السر والعلن وأمام الملأ أجمع ونحمده ونشكره على نعمه التي أنعم بها علينا والتي لا تُعَدُ ولا تحصى؟! (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)). ألا نريد أن يُديم الله علينا نعمه ويزيدها؟! بلى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7)). ألا يستحق منَّا هذا الخالق أن نقول صباحاَ ومساءً وفي كل وقت الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيراً ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا نسأل ولا نطلب ولا نستعين إلا بك يا الله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قلب مؤمن بالله حق الإيمان، نعم يستحق ولو حمدناه وشكرناه ليلاً ونهاراً على أبسط نعمه لا نجزيه.

    إذا شكرنا الله وحمدناه على نعمه، يديم الله علينا نعمه لأنه بالشكر تدوم النعم ويبارك لنا فيها، ومباركة الله في النعم شيء كثير لا يعلمه إلا كل من مبارك له في نعمه. فإذا أردنا أن يكفي الطعام القليل لكثير من الناس فلنقرأ عليه كما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (ص: 54)). فسيبارك الله في الطعام ويكفي كل من هو حاضر لتناول الطعام ببركة رب العالمين. ومن الحقائق التي نعيشها هذه الأيام أن أخاً من الإخوان في عائلة ما في أردننا العزيز يعتاش هو وعائلته التي تتكون من خمسة أولاد وهو وزوجته على راتب حكومي واحد وزوجته لا تعمل ويُعَلِم أولاده ويكسيهم أحسن الكسوة ويأكلون من الطعام ما لا يشتهون أي شيء عند الأخرين دون أن يطلبون المساعده من أحد. وأخاً آخر عنده ثلاثة أو أربعة دخول وبعكس أخيه الأول ودائماً يشكو الفقر ويطلب المساعدة من أخيه الذي أسلفنا عنه الحديث ويقول عنه مليونير. والحقيقة أن أخيه الأول يحمد ويشكر الله هو وجميع أفراد أسرته ليلاً ونهاراً ويقولون نعم الله علينا كثيره. ولكن صاحب الدخول الثلاثة أو الأربعة لا يحمد الله ولا يشكره ودائماً يتذمر.

    فنرجوا من أسرنا جميعاً في أردننا العزيز أن يحمدوا الله ويشكروه بإستمرار ولو كان على الصحة والعافية فقط التي يتمتعون بها لأن الصحة لا تقدر بأموال الدنيا كلها. والقناعة كنز لا يفنى وهذه الدنيا وما عليها آيلة إلى الزوال والفناء (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (الرحمن: 26 و 27)). وعندما يبارك الله في النعم فإن القرش يصبح عن ألف قرش أو أكثر وعندما ينزع الله البركة من النعم فيصبح الألف قرش أوأكثر عن قرش واحد. ولهذا السبب البعض يكفيهم دخلهم ويزيد ويُنعَتُون بالأغنياء والآخرين لا يكفيهم دخولهم وينعتون بالفقراء. علماً بأننا كلنا فقراء لله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (فاطر: 15)). اللهم بارك لنا في كل ما أعطيتنا ورزقتنا وقنا عذاب النار.





    [19-07-2019 09:21 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع