الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    هيبة الدولة بين اليوبيل الذهبي لبترا والكلاب البوليسية
    جانب من الاحتفال الذي اقامته وكالة الانباء بترا - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    عهود محسن - لم يكن يوم 16 تموز يوماً عاديا في تاريخ الدولة الأردنية فقد شهد حادثتين غير اعتياديتين إحداهما فضحت حجم اللامبالاة وانعدام المسؤولية لدى مسؤولينا في التعامل مع مؤسسات الدولة ومحاولة التعدي على المصالح العليا لها انتصاراً لأشخاص وخدمة لمصالحهم.

    ما جرى في المركز الثقافي الملكي خلال احتفال وكالة الأنباء الأردنية بترا "الناطق الرسمي باسم الدولة" بيوبيلها الذهبي، من غياب مستهجن وغير مقبول لرئيس الوزراء وأعضاء الوزارة والمسؤولين الرسميين واقتصار التمثيل الرسمي على الحضور الخجول لوزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة رئيس مجلس إدارة بترا الزميلة جمانة غنيمات الذي أخرج صراعات القوى من أنواع متعددة للعلن وفتح الأبواب والنوافذ للتكهنات والشائعات.

    لم تكن غنيمات التي حملت وزر الحكومة أمام أسرة بترا والوسط الإعلامي، في موقف تحسد علية فاعتلت المنصة على عجل ووجل بديا واضحين للعيان لتتحدث ببضع كلمات مرتجلة محاولة اجتياز الموقف بأقل الخسائر بعد أن تركت منفردة في مواجهة سيول من التكهنات والانتقادات اللي قادها البعض للنيل من الحكومة ومن بترا ومن مؤسسات الدولة ككل بالتأكيد على فخرها واعتزازها بإنجازات وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عبر مسيرتها الممتدة منذ خمسين عاماً.

    غنيمات قالت في تغريدة لها على تويتر عقب الاحتفال : "في يوبيل بترا الذهبي نعتز بمسيرتها المعطاءة في حمل رسالة الدولة ونفخر بما يتميز به البناة الأوائل والعاملون فيها، من أداء مهني وكفاءة إعلامية وحرفية وموضوعية جعلت من "بترا" منارةً للحقيقة، وصوتاً حراً لقضايا الوطن والمواطن. نبارك لـــ "بترا" والأسرة الإعلامية الأردنية هذه المناسبة".

    كلمات الزميلة الناطق الرسمي باسم الحكومة تأتي في سياق " تهدئة الخواطر" والترقيع واستباق الخطوات الاحتجاجية القادمة لصحفيي بترا على بقاء المحامي طلال الشرفات عضواً في مجلس إدرتها بعد التصريحات المسيئة لها ولصحفييها والمثيرة للاستهجان والجدل في آن معاً.

    أسرة بترا وبعض المحبين احتفلوا بيوبيلها الذهبي بشكل مخجل ومحرج للحكومة وضعها في موضع اتهام بمحاولات الاستقواء على جسمها الحي العامل ودرعها الرديف لحماة الحدود دون إدراك لخطورة الموقف حيث خرجت وكالة الأنباء الوطنية الرسمية من عباءة الحكومة لتهدد باحتجاجات غير مسبوقة قد تصل حد الإضراب عن العمل إذا ما استمر العبث بكينونتها وكيانها بهذا الشكل السافر.

    غير بعيد مما جرى في احتفال بترا واستمراراً للاستفزازات الحكومية ذهب رئيس الوزراء عمر الرزاز لإربد تاركاً مقعدة في احتفال بترا شاغراً إلا من الاتهامات والأقاويل ليتفقد أحوال الرعية في بلدية إربد الكبرى بعد تفتيشها بالاستعانة بالكلاب البوليسية في حادثة لها ما لها من الرسائل والتداعيات.

    زيارة الرزاز في هذا التوقيت وبهذا الشكل فسرها الشارع بانعدام الثقة بين الحكومة والمواطنين، ومحاولة استجرار العطف والتأييد للتغطية على فشل إدارة الملفات في عمان، مما خلق حالة عامة من الإستياء ظهرت في التعليقات الساخرة عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الاوساط الشعبية.

    لا أدري من الذي أشار على الرئيس بهذا السيناريو، فالمشهد يوحي بوجود مشكلة متعددة الأنواع والأطراف في مؤسسة الإدارة داخل الحكومة وسيطرة نظرية المؤامرة على تفاصيلها واتباع الرزاز وكادره الوزاري لتعليمات ورؤى تبتعد كما هي السما عن الأرض عن توجهات الملك ودعواته لأن يكون المواطن مصدراً للتشريع وسيفاً للحساب.

    عزيزي رئيس الوزراء لم يعد أمامك وحكومتك كما هو ظاهر في عيون المواطنين وكلماتهم سوى إعلان الانسحاب وإخلاء الساحة حفظاً لما تبقى من ماء وجوهكم بدلاً من إدخال البلاد في المزيد من المشاحنات والصراعات التي لا تحمد عقباها.

    زيارتك لإربد وتفتيش البلدية التي هي جزء من الإدارة المحلية تمثل مؤسسات الدولة بالكلاب البوليسية أفقدك وحكومتك آخر أوراق التوت لإخفاء عوراتكم ومحاولات إحياء الموتى وأجلسكم على مقاعد تنفيذ الاحكام بإخضاعكم للاختبارات التي أثبتت فشلكم في إدارة مؤسسات الدولة والعلاقة مع المواطنين في ان معا بعد فشل حملات الإنعاش التي نفذها كتاب التدخل السريع وأشار عليكم بها المستشارون.





    [17-07-2019 09:53 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع