الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    نحن نعرف الأسباب أيضاَ

    المسألة لا تحتاج الذهاب إلى «حجّابة» ولا إلى «فتّاحة» لنعرف من «حجب» لنا ومن وضع سحره في فناء وطننا، حتى تعسّرت لدينا الكثير من الأمور وتراجعت الكثير من القطاعات.

    الوطن مش غيرة «كناين» ولا حسد «سلفات»، والوطن لا يبنى كذلك بكلمات العاطفة التي تجامل بها أنفسنا ونعتقد أننا على الطريق الصحيح، ونحن «عالبونكيت» منذ زمن.. التقييم الجدي والمراجعة الدائمة، والسمعة القوية، هي التي تضمن لك الديمومة، كنّا رقم واحد في كثير من القطاعات، فقبلنا برقم اثنين، ولا بأس بثلاثة حتى خرجنا من المنافسة..

    الكويت تلغي الاعتراف بالجماعات الأردنية وتبقى على خمس جامعات ستكون وجهة طلابها، تبعها قرار قطري أيضاَ بإلغاء الاعتماد وقبول ستّ جامعات فقط هي نفسها التي أقرّتها دولة الكويت مع إضافة جامعة واحدة ترى أنه لا بأس بها.. في هكذا موقف لا ينفع «عليق التبرير» عند «غارة الاعتماد».. كما لن تحل المشكلة مخاجلة وزير مع وزير، فيطير اليه ويشرب القهوة عنده هناك ثم «يمون» عليه بتوسيع الجامعات المعتمدة.. المسالة تحتاج من وزارة التعليم العالي وهيئة الاعتماد أن تسأل نفسها ما الذي يجري؟.. ولماذا قررّت دول كانت تعتبر مخرجات التعليم في الأردن من أجود المخرجات في الوطن العربي، من حيث غنى المساقات، وجدّية ونزاهة المدرّسين، والكم العلمي الذي يحصل عليه الطالب خلال سنوات البكالوريس أو الدراسات العليا؟ ما الانطباع الذي تكوّن لديهم عنّا؟.. في الوقت نفسه لا يحق لنا بأي شكل من الأشكال أن نلوم الدول الشقيقة على قرارها أو نبحث عن أسباب تقليص الجامعات المعتمدة بما يجافي الحقيقة..

    نحن نعرف الأسباب التي دعت الكويت وقطر الى تقليص عدد جامعاتنا المعتمدة، هي نفس الأسباب التي جعلتنا نخسر قطاع «السياحة العلاجية»، حيث كان يتمتّع القطاع الطبّي بسمعة طيبة هي الأولى في الشرق الأوسط، حتى تدخّل «شوفير التكسي» و«صاحب المطعم» و«موظف الفندق» في السمسمرة واستغلال الشقيق العربي القادم للعلاج قبل وصوله للمستشفى والطبيب وفي المستشفيات قصة أخرى حيث غابت الرحمة عن البعض وكانت الفاتورة العلاجية تصل الى عشرة ألاف أو عشرين الفاً وتكلفتها الفعلية لا تتجاوز الخمسمئة دينار، نفس الشيء قام البعض باستغلال المتعالجين من ليبيا.. فخسرنا القطاع وتغيّرت وجهة الباحثين عن الاستشفاء.. بالمناسبة وجملة معترضة، دخل تركيا الآن من زراعة الشعر فقط «مليار دولار»..

    نحن نعرف التساهل في العلامات، عدم جدية التدريس، الغيابات الكثيرة، الهدايا والعطايا للأسف التي بدأت تتسلل إلى بعض المدرسين مقابل غضّ الطرف عن النتائج.. جعلت ادارة التعليم العالي في الدولتين الشقيقتين تعيد النظر بالاعتماد.. فالتساهل لا يرضى العقلاء والمخلصين لأوطانهم.. لأنهم يؤمنون أن الأوطان أمانة بأعناق أصحابها..

    على كل حال.. ما زال لدينا فرصة لتصويب الأوضاع.. بمزيد من الجديّة والانصاف..





    [07-07-2019 10:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع