الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ماهية كتاب كل إنسان يوم الحساب

    خلق الله آدم عليه السلام ليخلفه في الأرض، أي ليكون خليفته في الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)). وحتى يعمر آدم وذريته الأرض خلق الله لآدم من نفسه زوجه ليتم الزواج بينهما وعلَّمهما ذلك عن طريق الحيوانات (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (الأعراف: 189)). وحتى يتم إعمار الكون عصى آدم وزوجه ربهما في أكلهما من الشجرة التي نهاهما عنها وأهبطهما وإبليس للأرض (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ، فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 35 – 38)). فأرسل الله بعد ذلك لآدم وزوجه وذريتهما الرسل والأنبياء لهدايتهم وجعل على كتفي كل إنسان رقيب على اليمين وعتيد على اليسار لتسجيل أعمالهما الحسنة والسيئة بالترتيب في كتاب يُعْرَضُ يوم الحساب وتوزن الأعمال بميزان حساس ودقيق جداً يزن كل ذره من الأعمال مهما خفت ولو كانت ذرة من خردل.

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ. لا ندري ما هي الوسائل والوسائط التي يستخدمها كل من الرقيب والعتيد في تسجيل أعمال كل إنسان خلال الستين أو السبعون عاماً أو ربما أكثر. ولا ندري ما هي حقيقة أو ماهية الكتاب الذي يسجل عليه كل ما يصدر عن الإنسان من أقوال وأفعال وهواجس وبالصوت والصورة والحركة. ولكن بالتأكيد بوسائل وعلى وسائط تكنولوجية ربَّانية راقية جداً وللغاية وأرقى مما توصل إليه أي عالم من علماء تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في عصرنا ولا حتى في المستقبل. لأن الله عندما يقول (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (الكهف: 49)). فلو كان الكتاب الذي ذكر في هذه الآية مثل كتبنا كم سيكون حجم ووزن هذا الكتاب؟! ربما أطنان فهل يستطيع كل إنسان أن يحمل كتابه في يمينه أو يساره (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (الحاقة: 19 و 25)).

    فنقول ربما وفق الله علماءنا في هذا العالم لتصنيع شرائح رقيقة جداً للتخزين عليها بحجم إظفر إصبع اليد الصغير أو ربما بحجم زر القميص حتى ندرك أن كتاب كل إنسان الذي سجلت عليه جميع أعماله وأفعالة بالصوت والصورة والحركة يكون ربما مثل هذه الرقاقات، أو ربما أرقى في تصنيعها لأنها من تصنيع رب هذا الكون. وذكر في الأية الكتاب مجازاً ليفهم ذلك كل إنسان متعلم أو غير متعلم. ولنعمل جاهدين لتثقل أعمالنا الحسنة كفة الميزان الخضراء (والتي ترمز للجنة) ولتخفف كفة الميزان الحمراء (والتي ترمز للنار).





    [06-07-2019 02:42 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع