الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدةٌ

    لقد تكلمنا في مقالةٍ سابقةٍ لنا عن الروح، وذكرنا أنه لا أحد من مخلوقات الله في هذا العالم مهما بلغ من العلم والذكاء والفطنه و ... إلخ يستطيع أن يعلم أي شيء عن الروح. لا عن ماهيتها ولا عن طبيعتها ولا عن كيف تنفخ في الجسد أو تسحب منه. لأن الله قال في كتابه العزيز (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء: 85)). ولكن الأرواح تختلف في مواصفاتها من شخص لآخر، فنقول روح فلان أو فلانه ما شاء الله خفيفة، أو نقول والله أحببت فلان أو فلانه لروحه او لروحها وليس لشكله أو شكلها. فنحن نُشَبِّهَ الأرواح بأنظمة التشغيل على أجهزة الحواسيب إذا جاز لنا هذا التعبير. بحيث نعتبر مكونات جهاز الحاسوب المادي هو الجسد ونظام التشغيل هو الروح. فنجد أجهزة حاسوب تختلف في جمال أشكالها من مقبول إلى جميل إلى جذَّاب ... إلخ وكذلك أنظمة تشغيلها من صعبة إلى سهلة إلى صديقة للمستخدم مثل الوندوز وهكذا وكذلك البشر وأرواحهم.

    وكما ذكرنا سابقاً أن الإنسان عندما حاول تصنيع جهاز الحاسوب فكر أن يقلد الإنسان. فيا سبحان الله بعض الأشخاص عندما تقابلهم لأول مرة ترتاح لهم وتشعر أنك قريب منهم وهم قريبين منك وتحبهم وتشعر أنك تعرفهم منذ سنين عديدة. والبعض الآخر لا ترتاح لمقابلتهم وتشعر بضيق عند الجلوس والحديث معهم ويكون دمهم ثقيل على قلوب الآخرين ولا تستلطف منهم أي كلام أو أي حركة، ولا تحب أن تكلمهم أو تجلس معهم أو حتى تقابلهم مرة ثانية. وهذا يعود بالطبع إلى روح من تقابل ذكراً كان أم أنثى (وهو نظام التسغيل الذي يملكه ولا يستطيع أن يغيره بشكل بسيط أو سهل). ولهذا السبب قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: الأرواح جنود مجندة من تعارف منها إئتلف ومن تنافر منها إختلف.

    علماً بأن الإنسان ليس بيده لا أمر مواصفاته المادية الخُلْقِيَةِ من جسد كيف شكل ومواصفات أعضائه المختلفة ومن حيث مواصفات الطول واللون ... إلخ ولا أمر روحه التي أمر الله الملك أن ينفخها في جسده عندما يبلغ مائة وعشرون يوماً في رحم أمه. ولكن إذا شعر الإنسان أنه غير مقبول وغير مستلطف من قبل الآخرين فعليه أن يعمل على نفسه ويحاول قدر الإمكان أن يحسن ويُلَطِفَ من تصرفاته أو طريقة تعامله مع الآخرين. ولهذا السبب المثقفون في العالم وضعوا مساقات تُدَرَّسَ في المدارس والكليات والجامعات عن مهارات الإتصال في مكان العمل أو الإقامة أو مع الآخرين في أي مكان يحل فيه الإنسان مقيماً أو ضيفاً أو زائراً. وعلى كل إنسان خلقه الله جميل الخِلْقَةِ وجميل وخفيف الروح أن يحمد الله ويشكره على ذلك ويسأل الله ويقول: اللهم مثلما حَسَّنْتَ خَلْقَنا أن تُحَسِنَ خُلْقَنَا وتصرفاتنا مع الآخرين وحببهم فينا ولا تُكَرِهَ أي خلق من مخلوقاتك فينا.





    [05-07-2019 10:30 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع