الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الكُرَة الأمريكيّة

    كنّا نتظرةه بشوق.

    عاد أخي من السّفَر. وبعد الحفاوة والمجاملات والغداء، تحلّق الاولاد حوله،طمعاً بمعرفة « نصيبهم من الهدايا».

    جرّ أخي حقيبة كبيرة وأخرج منها العاباً ،ومنها « كُرَة « قام بنفخها وإذا هي « ضخمة « يحيط بها « العلم الامريكي» بخيوطه البرتقالية ونجومه البيضاء.

    فرِحَ الاولاد وتناقلوا الكُرة ،وانتقلت الى « الحارة». واشترك اولاد الجيران بركل الكُرة وسمعنا « زعيقا وامتلأت البيوت المحيطة والمجاورة ب « طوشات وشتائم الاولاد «.

    لحظات، وجاء جارنا ابو قصيّ وقال» يرضيك يا جار ابنك ضرب ابني».

    ـ طبعا لا

    قلتُ له و»طيّبتُ خاطره» و» بُست راسه».

    بعدها جاءت أُم صابر (وهي جارتنا الارملة ) واشتكت ان الاولاد،» شاطوا الكرة وإجت في وجهها».

    وعلى الفور ،طلبتُ من زوجتي الاعتذار لجارتنا وتقبيل راسها.

    ثم جاء مروان، الميكانيكي،وهدّد وتوعّد إذا الكرة إجت في بيتهم ،فسوف « يفقعها «،وكاد يفعلها ،لولا « احترامه للجيره» .. كما زعم .

    أصوات اولاد جارتنا ،زادت ومشاكلهم انتقلت الى الحارة المجاورة ،وتكوّنت « عصابات» من الاولاد،كل مجموعة تريد النّيْل من المجموعة الأُخرى.

    وهكذا ، زادت الكراهية في حارتنا وخسرنا « ام صابر» و « ابو قصيّ» و» مروان « الميكانيكي وجيراننا القريبين والبعيدين.
    ( هذا اللي إجانا من الكرة الأمريكية )
    قالت زوجتي لأخي الذي شعر بالحرَج من هديته التي حوّلت حارتنا الى « صحن عِجّة « ..!!





    [30-06-2019 09:13 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع