الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    القرآن الكريم - دليل الكون

    أول ما خلق الله من خلقه هم الملائكة وخلقهم بعقل فقط وبدون غريزة وليس منهم ذكوراً أو إناثاً ولا يتكاثرون ويفعلون ما يؤمرون وبعد ذلك خلق الله الجن وخلقهم بعقل وغريزة ويتكاثرون ومن ثم الأشياء كلها من نباتات إناثاً وذكوراً للتكاثر وجمادات وطيور وحيوانات أيضاً إناثاً وذكوراً للتكاثر ... إلخ. وبعد ذلك خلق الله آدم ومن ثم زوجه بعقل وغريزة وتكاثروا عن طريق الزواج بين الإناث والذكور من بني آدم ليعمروا الأرض وكما قال الله للملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30))، ومن هذه الآية يتبين لنا أن الله كان يتكلم مع الملائكة ويتحدث إليهم لأنه منهم حملة العرش وغيرهم من الأنواع المختلفة وكل نوع أوكلت له مهمة للقيام بها. وبعد أن تكاثر بنو آدم وأصبحوا أمماً أرسل الله لهم الأنبياء والمرسلين ومعهم كتبهم السماوية لهدايتهم سواء السبيل (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 28))، (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (البقرة: 213)).

    وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين وكتابه القرآن الكريم آخر كتاب سماوي نزل من السماء عن طريق جبرائيل عليه السلام. وقد إشتمل هذا الكتاب بطريقة أو أخرى ما حدث مع الأمم السابقة ومع أنبيائها ورسلها السابقين. وقد روى كتابنا قصة الكون من بدايته وحتى ينتهي وما بعد أن ينتهي الكون ويوم الحساب والجنة والنار وما سيتقول كل أمه في الدنيا وفي يوم الحساب ... إلخ (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(التغابن: 7))، ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا(الكهف: 49)). كما وقال الله أيضاً (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا(الكهف: 46)).

    فجاء كتاب الله إذا جاز لنا التعبير دليلاً كاملاً متكاملاً عن هذا الكون وما فيه من مخلوقات، من خالق هذا الكون الذي خلق كل شيء ويعلم تفاصيله ( ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (الأنعام: 102)).
    والدليل في كتاب الله على أن الله هو الذي خلق الكون وما فيه من أشياء وأنزل دليله من القرآن الكريم الآيتين ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). فقطعاً وبدون أي شيء أن القرآن الكريم هو دليل هذا الكون بكل ما فيه من أشياء وما يحدث في هذا الكون من أحداث بين ما خلق الله من مخلوقات وأشياء فيه، والجواب لأي سؤال والحل لأي معضلة في هذا الكون موجود في القرآن الكريم. ولا تشبيه عندما نشتري ثلاجه أو غسالة أو جلاية ... إلخ يكون مرفق معها دليلها أو ما يسمى في اللغة الإنجليزية الكتالوج. وهكذا خلق الله الكون بما فيه وأرفق معه دليله وهو القرآن الكريم.





    [26-06-2019 09:22 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع