الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    مشاركة الأردن في ورشة البحرين بين لاءات الملك وثوابت المملكة
    الملك عبدالله الثاني - أرشيفية

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - بعد ضبابية سادت الموقف الأردني حيال المشاركة بورشة البحرين الاقتصادية تحت عنوان "السلام من أجل الإزدهار"، أعلنت المملكة أخيرًا حضورها بمستوى متدن نسبيًا للاستماع.

    وتأتي مشاركة الأردن بالورشة التي دعت إليها الإدارة الأمريكية انطلاقاً من مواقفه الثابتة إزاء القضية الفلسطينية والإيمان التام بالحل السياسي والعادل للفلسطينيين في كل المحافل العربية والدولية بإقامة دولتهم على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بحسب تصريحات لوزير الخارجية أيمن الصفدي.

    الموقف الأردني كان حاسمًا بالمشاركة دون الإلتزام المسبق بمخرجات الورشة الاقتصادية والتي تعتبر الشق الاقتصادي من عملية السلام المعروفة إعلاميًا بـ "صفقة القرن"، وهو ما أكدته الخارجية الأردنية في بيان لها جاء فيه "وذلك للاستماع لما سيطرح والتعامل معه وفق مبادئ الأردن الثابتة من القضية الفلسطينية وكونها القضية المركزية الأولى".

    مصادر رسمية استبعدت في حديث لـ "أحداث اليوم" أن تكون مشاركة الأردن بالورشة الاقتصادية بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، كما تداولته بعض وسائل الإعلام.

    وأوضحت المصادر أن فلسطين أعلنت في وقت سابق أنها لن تفوض أحدًا بالمشاركة عنها أو الحديث بدلًا منها في ورشة البحرين وأعلنت رفضها القاطع للمشاركة.

    الأردن الرسمي الذي أعلن غير مرة رفض الحلول البديلة لحل الدولتين الذي يضمن جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفِي مقدمتها حقه في الحرية والدولة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية" يحاول اليوم استغلال الموقف بعدم ترك مقعدة فارغًا في البحرين.

    النائب نبيل غيشان لا يرى أية مصلحة أردنية بالمشاركة في ورشة البحرين لإيمانه بالحل السياسي قبل الاقتصادي للقضية الفلسطينية، ولكنه فضل الحضور بأدنى المستويات بعيدًا عن السياسة للبقاء ضمن أجواء وكواليس التفاهمات في البحرين.

    ويضيف لـ "أحداث اليوم"، "الملك يرفض "صفقة القرن" بالطريقة الأمريكية وتصريحات وزير الخارجية بعد إعلان موقف الأردن بالمشاركة تؤكد ذلك أي بمعارضة أي طرح لا يتسق والثوابت الأردنية.

    ويشدد على أن الأردن واضح برفضه "صفقة القرن" من خلال الموقف الرسمي والشعبي على حد سواء، مضيفًا أن الاستراتيجية الأردنية تكمن بالحل السياسي وجلاء الاحتلال وليس تجميله.

    ويشير غيشان إلى أن الأردن وفلسطين لن يقبلا بأي حل لا يقيم الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن حضور المملكة في الورشة للتأكيد على هذا الحل.

    بالرجوع لموقف الشارع الأردني حيال مشاركته رسمياً، رغم أن المشاركة هذه المرة تأتي بعيدًا عن الجانب السياسي وهو الأهم بالنسبة للأردن وفلسطين فقد تصاعدت الجبهات الرافضة لتشمل الأحزاب الإسلامية واليسارية والقومية التي صعدت رفضها من خلال مسيرات نادت دعت لعدم التخلي عن القضية الفلسطينية وتركها في مواجهة منفردة والحل الأمريكي الذي يقوده جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي.

    المحلل السياسي حسن البراري يرى أن ورشة البحرين أحد المسامير في نعش القضية الفلسطينية لأنه لا يخدمها بقدر ما يخدم ويؤسس لتثبيت "إسرائيل" بشكل أكبر.

    ويقول البراري لـ "أحداث اليوم"، إن المشاركة ليست في صالح الأردن أو فلسطين، مؤكدًا أن المشاركة تناقض لاءات الملك عبدالله الثاني والتي أكد فيها على لا للتوطين لا لوطن بديل لا على المقدسات.

    ويتساءل عن أهمية المشاركة الأردنية في الورشة إذا علمنا أنها موجهة للدول الخليجية التي ستمول الشق الاقتصادي والذي تعتقد الإدارة الأمريكية أنها ستشتري الأردن وفلسطين به.

    ويرى أن عملية السلام التي تقودها أمريكا فشلت حتى قبل أن تبدأ في إشارة إلى ورشة المنامة التي ركزت على الشق الاقتصادي قبل السياسي وعدم حضور الفلسطينين و"الإسرائيليين" إليها.

    ويستدرك البراري بالتأكيد على أن الأردن حاول الرد على كل محاولات النيل منه بالتعتيم على "صفقة القرن" للحظات الأخيرة والتي أكد في أكثر من مناسبة أنه لا يعرف شيئًا أو أية تفاصيل سوى الشائعات التي سربتها أمريكا إلى وسائل الإعلام، وبالتالي فضل الحضور للحصول على جديد بهذا الشأن والتعامل معه وفق الثوابت الأردنية.

    نائب رئيس الوزراء الأسبق المحلل السياسي والاقتصادي جواد العناني يجد أن مشاركة الأردن في الورشة الاقتصادية لأهداف اقتصادية وليست سياسية وهو ما أعلن عنه في أكثر من مناسبة.

    ويضيف لـ "أحداث اليوم" أن "المشاركة تساعد على معرفة تفاصيل الخطة حتى إذا اتخذ موقفًا منها يعرف حول ماذا كان موقفه تمامًا".

    ويلفت إلى أنه كان يتوقع تأجيل ورشة المنامة بعد حل الكنيست الإسرائيلي خاصة بعد تأجيل الطرح إلى ما بعد الانتخابات هناك وتشكيل الحكومة في تشرين الثاني من العام الحالي ولكن الإدارة الأمريكية فضلت المضي به.

    ويتابع العناني أن الأردن يستطيع الدفاع عن مواقفه وثوابته ورؤيته لحل القضية الفلسطينية من خلال حضور الورشة، وهو ما يعطيه فرصة إضافية في مقاومة الضغوطات التي يتعرض لها وهي ما بدت جليّة خلال الفترة الماضية.





    [24-06-2019 01:33 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع