الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    نوعية وكيفية الإنفاق على الفقراء

    خلق الله بنو آدم متفاوتين بدرجات في كل شيء، في الدين والحسب والنسب والجمال والوسامة والفهم والمال والجاه والعلم والثقافة والأخلاق ... إلخ وذلك ليبتلينا ويمتحننا الله في كيف نتصرف فيما آتانا من نعمه (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)). وقد وضَّح الله لنا عن كيفية الإنفاق في سبيله على الفقراء والمساكين لنكسب الأجر منه ولا نكسب الإثم. وقد بيَّن الله لنا أن ما عندما من أرزاق وأموال وغيرها من نعمه التي لا تُعَدُ ولا تحصى هي مما رزقنا الله وليس بشطارتنا، وحثَّنا على الإنفاق على كل من يستحق من عباد الله من قبل أن نغادر هذه الحياة الدنيا ونحاسب على تقصيرنا في هذا الباب يوم الحساب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (البقرة: 254)).

    كما وتم توضيح لنا نوعية ما ننفقه مما نملك سواء أكان من ثمار أو قماش أو طعام أو مال ... إلخ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة: 267))، أي يجب على من يُنْفِق أن يتصدق بأفضل ما عنده مما يملك ولا يجوز لنا أن نختار الشيء القديم أو السيء أو التالف أو الخبيث مما عندنا ونقدمه للفقراء والمساكين. ويسأل الله المنفقون: هل تقبلون بما يُقَدَمَ لكم من الأشياء الخبيثة أو السيئة؟ أم تغمضوا أعينكم عنها رافضينها؟، ويضيف الله قائلاً أن ألله غني عما تنفقون من الأشياء الخبيثة مذكراً إيانا، أن ما نُقَدِمُه للفقير هو لله وليس للفقير. فنتساءل هل لو قام أحدنا بزيارةٍ لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم أو وزيراً ما أو رئيس وزراء حالي أو سابق ماذا يأخذ معه هدية؟! فما بالكم أنكم ما تقدموه للفقير هو لملك الملوك الله سبحانه وتعالى؟. عندما سُئِلَتْ السيدة عائشة رضي الله عنها لماذا تُعَطِرِيْنَ الدرهم قبل أن تُعْطِيْهِ للفقير قالت: لأنه يقع في يد الله قبل يد الفقير.

    كما وجَّهَنا الله أيضاً سبحانه وتعالى بأن لا نُضّيِّعَ أجر ما أنفقنا على الفقراء بالتمنن عليهم كأن نتكلم أمام الناس بأننا قدما كذا وكذا لفلان أو فلانه ونلحق بهم الأذى النفسي وغيره (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 262)). كما وتم التأكيد علينا بأفضلية طرق الإنفاق من ناحية الوقت والسر والعلن، فتقديم المعونة والمساعدة للفقراء والمساكين في الليل أفضل من النهار لأن الليل أستر ولا حرج في الإنفاق في النهار لمن لا يستطيع في الليل. وتقديم المساعدة والمعونه في السِّرِ أفضل من العلن ولا حرج أيضاً من تقديم ذلك في العلن إذا كان المقصود منه تشجيع الآخرين على عمل الخير ولا يُنْقِصُ الله أجر المنفقين (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 274)). ولو طبق الأغنياء والقادرين على الإنفاق وأخرجوا زكاة أموالهم وصدقاتهم كما طلبه الله منّا ووفق ما جاء في هذه الآيات وقدَّموا للفقراء بما تجود به أنفسهم لما بقي عائلة واحده محتاجه ولكان مجتمعنا الأردني بألف خير.





    [19-06-2019 10:34 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع