الرئيسية حدث وصورة

شارك من خلال الواتس اب
    إنطلاق مؤتمر "القدس: تحديات الواقع وإمكانيات المواجهة"
    من المؤتمر

    أحداث اليوم - بمشاركة أكثر من 70 باحثا وحاضراً، أنطلقت صباح السبت فعاليات مؤتمر "القدس: تحديات الواقع وإمكانيات المواجهة" بتنظيم من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالشراكة مع الجامعة الأردنية ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، وجامعة بيرزيت، وذلك تحت رعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبدالكريم القضاة.

    واجتمع الباحثون في كليّة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية لبحث تداعيات وتحديات القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمةً لـ "إسرائيل"، حيث أتفق الباحثون أن خطورة هذا القرار لا تقل عن وعد بلفور المشؤوم.

    وأسهم عدد من الباحثين في أوراق أكاديمية محكمة في هذا المؤتمر في دراسة هذا الموضوع،حيث تناولوا إشكاليات في محاور متعددة حول القدس: سياسيًا وقانونيًا وإعلاميًا وديموغرافيًا،إضافة إلى الحراكات الاجتماعية والتغيرات المعاصرة. وعالجوها بحثيًا محاولين تقديم معالجات جديدة لهذا الموضوع وما يثيره من أسئلة وقضايا وإشكاليات حالية ومستقبلية على مصير القدس ومصير القضية الفلسطينية عمومًا.

    وأكد رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة في كلمة ألقاها أن المؤتمر جاء لبحث موضوع يتصل بأبهى المدن ودرتها وهي القدس الشريف، وأن للقدس والأردنيين قصتها منذ أن كانت الطريق إليها عنوان معرفة وحياة اجتماعية وعلاقة متينة بين الناس، وهي جهاد وشهادة وبطولة للجندي الأردني في ساحاتها واسوارها، وللقدس والقيادة الهاشمية قصة اعمار ودفاع مستمرة منذ الحسين بن علي رحمه الله مفجر نهضة العرب وباعث همتهم لأجل الحرية، مرورا بعبد الله المؤسس شهيدا وقائد جيوشها في حرب 1948، وطلال المشرع والحسين الباني المدافع عنها، وصولا إلى كافلها والوصي عليها وراعي عمارتها واوقافها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية الملك عبد الله الثاني.

    وشدد على ان الجامعة وضعت نصب عينها الاهتمام بالقدس، فكانت حاضرة في مؤتمراتها ومساقاتها التعليمية ومتطلباتها التدريسية، وحراك طلابها وابداعاتهم، وخطت خطوات كبيرة نحو وقفية لأجل القدس لدعم طلابها بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة.

    وبين رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية طارق متري أن لقضية القدس جذورا عميقة وأبعادها كثيرة تجعلها قضية تتقاطع فيها جملة من القضايا الروحية والمادية والسياسية والرمزية والوجدانية والعقلانية والكونية، وارتباط الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بالقدس ارتباط لا فكاك منه بالأيمان ووعي الذات والذاكرة والتراث.

    وقال إن المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين الأردنيين والدوليين، يهدف إلى الوقوف على الوضع القانوني للقدس، والبحث في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني، ودور الحركات الجماهيرية في المدينة التي تواجه سياسات الاحتلال والتهويد.

    من جهته عرض رئيس مجلس أمناء المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدكتور طاهر كنعان لدور المركز الذي تأسس بالدوحة عام 2011 لدعم التفكير العقلاني والبحث العلمي في شؤون المجتمعات والدول العربية وقضاياها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، على المستويات النظرية والتطبيقية.

    وبين أن المركز يسعى لأن يكون حاضنة للتعارف والتواصل والحوار بين العلماء والمفكرين والباحثين العرب في الجامعات ومراكز البحث في البلدان العربية، وتشبيك جهودهم واسهاماتهم الفكرية والبحثية.

    ويشكل المؤتمر فضاءً للحوار وفرصة لقراءة مغايرة لأوضاع القدس، خاصة بعد ما استطاعت إسرائيل، بعد نصف قرن من احتلالها للقدس، أن تسيطر على نحو 87 % من مساحة الشطر الشرقي، وتهويده في محاولة لرفع عدد السكان اليهود فيه، في نوع من "حرب ديمغرافية"، وزرعه بحلقات مختلفة من المستعمرات، وتفتيت نسيجه الحضري والاجتماعي والاقتصادي، وعزل الشطر الشرقي للمدينة عن باقي الضفة الغربية، وتوّجت ذلك بجدار الفصل العنصري.

    ويسلط المؤتمر الضوء على محاور متعددة تتعلق بالقدس سياسيًا وقانونيًا وإعلاميًا وديمغرافيًا، إضافة إلى الحراكات الاجتماعية والتغيرات المعاصرة، وقضايا وإشكاليات حالية ومستقبلية على مصير القدس ومصير القضية الفلسطينية عمومًا.

    ويناقش المؤتمرون في جلسات المؤتمر الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والاستعمار الإحلالي وسياساته الديمغرافية والعمرانية، وسياسات المحو الثقافي، والتعليم في القدس، والشباب المقدسي، والصراع على الصورة والمكان، والقدس في الإعلام الدولي.

    واستعرض الدكتور أحمد عزام تحولات الموقف الأميركي من القدس، على ثلاثة مستويات؛ الرسمي الأميركي العام، والشعبي الأميركي العام، واليهود الأميركيين، والتحولات الجارية منذ العقد الأخير في تركيبة واتجاهات جماعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وتَشكُّل قوى أشدّ يمينيةً وتطرفًا داخل الجماعات المؤيدة لإسرائيل، مقارنة بالقوى التقليدية في اللوبي الإسرائيلي، وذلك أيضًا بموازاة ظهور جماعات أميل إلى الاعتدال والوسطية.

    كما استعرض الباحث عبدالحميد صيام أهم محطات القانون الدولي في ما يتعلق بالقدس، عَبْر وقفات المنظمات الدولية أمام مسائل النزاع المتعلقة بالقدس. واستند إلى القرارات الدولية المتعلقة بمسألة القدس من جميع جوانبها.

    وشهدت جلسات المؤتمر في يومه الأول أربع جلسات قدمها نخبة من الباحثين تناولت السياسات الأميركية تجاه القدس، والقدس في القانون الدولي والسياسات الأوروبية، والقدس وسياسات الاستيطان.





    [15-06-2019 10:22 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع