الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأمر في هذا الكون لله وحده ولا لأحد غيره

    يؤكد كل ما في هذا الكون بالدليل القاطع أن لهذا الكون إله واحد لا شريك له. وأكبر دليل على ذلك ما اتَّبعه سيدنا إبراهيم خليل الله عليه السلام وهو أسلوب الإستقراء العلمي عندما إهتدى إلى الله سبحانه وتعالي (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام: 75-79)). ونعلم يقيناً أن الله خلق السموات والأرض وما فيهن وما يملكهن أحد غيره وسخَّر كل ما فيهن للإنسان. ونعلم أيضاً أنه لا يعلم الغيب إلا الله ويعلم ما في نفوس كل أنواع خلقه من الملائكة والجن والإنس ... إلخ (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123))، (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33)). والله معنا أينما كنا ويراقب كل إنسان منَّا بطريقة مخابراتيه ربَّانية ولا أعدل ولا أنزه ولا أرقى منها في الوجود (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)). أي بإختصار لا يتحرك ساكن ولا يسكن متحرك ولا يتم أي أمر من أمور البشر إلا بإذن الله.

    لما تقدم فيجب أن تكون ثقتنا بالله لا تتزعزع وإذا سألنا لا نسأل إلا الله وإذا طلبنا لا نطلب إلا من الله وإذا إستعنا لا نستعين إلا بالله ونتوكل عليه في جميع أمور حياتنا حق التوكل (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران: 159)). ولكن علينا جميعاً أن نُفَرِقَ بين التَوَكُلَ على الله (وهو أن يعمل الإنسان ما بوسعه بإتباع أوامر الله وإجتناب نواهيه) والتواكل (وهو أن لا يعمل شيء الإنسان ويجلس متقاعساً ويقول أنا متوكل على الله). قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة: 105)). ونعلم أيضاً جيداً أن ماحدث وما يحدث وما سيحدث في المستقبل في أنفسنا أو في هذا الكون كله مكتوب عند اهِن منذ الأزل في اللوح المحفوظ (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). ونعلم جيداً أن رزق الإنسان في السماء وليس في الأرض وكم عمره وسعيد أم شقي مكتوب له منذ أن بلغ في رحم الأم مائة وعشرون يوماً (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات: 22 و 23)).

    هل يؤثر في أي إنسان عنده القناعة التامه فيما أسلفنا من أدلة وبراهين بأن الأمر كله في هذا الكون بيد لهَ الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ما يقال؟!: حول ماذا يخطط بعض الدول العظمى في العالم لنظام النقد المالي العالمي؟ أو ماذا يخططون لإقتصاد العالم؟ أو ماذا يخططون لتنفيذ حرب ثالثة قادمه للعالم بأسره؟ أو ماذا يخططون لحكم العالم والسيطرة عليه؟ ... إلخ من الأسئلة، بالطبع لا. لأن الله يقول في كتابه العزيز (إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (الأنفال: 30))، (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (إبراهيم: 46)) (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (إبراهيم: 24و43)). وأزيدكم مما يقوله الله في هذه الأية العظيمة عن الظالمين (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (النحل: 61)) . أسأل الله أن أكون قد أرحت نفسياً الكثير الكثير ممن عندهم الهلع والفزع مما متوقع أن يحدث في العالم من أحداث هذا العام والعام القادم بناءاً عما يذاع من تصريحات للقوى العظمى في العالم.





    [13-06-2019 09:33 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع