الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الناس مقامات

    مثل أي مشهد في أي فيلم عربي رديء؛ تصادف ((الأرفل)) مع فاسد كبير عند مكتب وزير..الأرفل كان بموعد مسبق و الفاسد بلا مواعيد كالعادة..! عندما فزّت السكرتيرة من مكتبها ترحّب و تُهلّي استغرب ((الأرفل)) أن تمنحه كلّ هذه الحفاوة التي سرعان ما اكتشف أنها ليست إلاّ للفاسد الكبير الذي يقف خلفه..والذي انفتح بوجهه باب الوزير الذي كان ينتظره عند العتبة بوجه رخيص و أنفاس لاهثة ..! وقبل ان يغلق الباب نظر الفاسد للأرفل نظرة احتقار قائلاً للوزير: الناس مقامات معاليك..!
    حاول الأرفل أن يقنع سكرتيرة الوزير أنه جاء على موعده وأن ما حدث خرق للعدالة ..وهي تحاول ان تقنعه بأن الموعد كان في مكتب الوزير وليس مع الوزير وليس معناه أن يدخل على الموعد..!
    مرّت ساعتان واكثر؛ والضجر و القهر يحتلان الأرفل الذي يتبادل نظرات (الشرر الأحمر) مع السكرتيرة و التي تحاول جاهدة عدم النظر في عينيه إلاّ إنها لا تنجح في ذلك..
    وقف الأرفل..وبحركة عصبية اقتحم الباب بسرعة ..لم يكن الوزير على كرسيه..بل الفاسد الكبير يجلس مكانه ؛ والوزير على كرسي من كراسي الضيوف ككومة لحم تقول للفاسد الكبير: الناس مقامات يا باشا وانت مقامك محفوظ..!
    كامل النصيرات

    المقالة المنشورة اليوم في جريدة الدستور
    kamelnsirat@yahoo.com
    للتواصل على الواتس : 0799137048





    [12-06-2019 09:17 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع