الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    من يحارب من أين لك هذا ولماذا

    أيُ رئيس وزراء او وزير او نائب او عين اومسؤول في اي مستوى وظيفي او موظف في اجهزة الدولة في بلادنا ليس له مصدر دخل سوى راتبه ولم يرث عن والده او أقاربه ما يجعله ثرياً ثم اصبح فيما بعد من اصحاب رؤوس الأموال ويمتلك سيارات فارهة وشركات و اراضي وعقارات وعمارات وفلل و قصور داخل الوطن او خارجه فهو فاسد حتى لو لم يترك أثراً على فساده ولا يتوفر على فساده اي ممسك او حجة او دليل او ورقة واحدة، لأن الفاسدين وبخاصة الكبار منهم بارعون في اخفاء جرائمهم وكثيراً ما يستغلون ضعفاً تشريعياً او فجوة قانوية ليصلوا الى مبتغاهم، فالبرهان على فسادهم موجود وحاضر ويُرى وهو تبدل أحوالهم وامتلاكهم ما لا يستطيعون امتلاكه حتى لو تضاعفت رواتبهم أضعافاً مضاعفة.

    ولن تتخلص اي دولة مبتلاة بالخائنين والفاسدين وبالسرقات والفساد إلا بايجاد تشريع محكم وقوي ورادع يمنع التعدي على المال العام او استغلال الوظيفة العامة من أجل المصالح الخاصة والثراء والحصول على المال بدون وجه حق، ولا يمكن ان يُحترم اي قانون وينفذ بحذافيره إلا بإستقلال القضاء وبتوفر إرادة دولة حقيقة لإحترام ذلك التشريع وتنفيذه على الجميع دون مواربة او محاباة لأي شخص كان او اي جهة او طرف .

    وعليه فإن البحث في ثراء الأشخاص وإسترجاع الأموال العامة المنهوبة يتطلب وجود قانون (من اين لك هذا ) ووجوب تطبيقه على الجميع دون استثناء لأحدٍ لم يستثنه الدستور وعدم التدخل بنتائج التحقيقات ولا بأحكام القضاء.

    في وطننا يضع الفاسدون والمتنفذون العراقيل بوجه إيجاد قانون من اين لك هذا ويحاربونه ويهاجمونه بحجج واهية وضعيفة منها ان (من اين لك هذا )يضعف الاستثمار الداخلي ولا يساعد على جذب الاستثمار الخارجي، لكن الحقيقة أن وجود مثل هذا القانون بالإضافة الى الاستقرار التشريعي وسيادة القانون واحترام القضاء وارتفاع مؤشر العدل في اي بلد في الدنيا هي أسباب حقيقة لتشجيع الاستثمار وجلبه وهي عوامل أساسية لخلق بيئة استثمارية جاذبة وان غيابها واستغلال المستثمرين بأبشع صور الاستغلال وتدفيعهم الخاوات والرشاوى ومشاركتهم أموالهم بالإضافة الى رفع الضرائب وكثرتها هي عوامل أساسية لعدم توفر بيئة استثمارية آمنه أدت الى هروب الاستثمار وتردي الأوضاع الاقتصادية في الاردن.

    سيبقى الفاسدون والمتنفذون وخائنو الوطن والشركاء المضاربون أعداءاً حقيقين للوطن ونهوضه وتقدمه ، وسيبقون يحاربون بكل قوتهم ونفوذهم وعلاقاتهم في سبيل عدم وجود قانون (من اين لك هذا) حتى لا ينكشف امرهم ويفضحون وحتى يستمرون في غيهم وظلمهم وفسقهم وفجورهم يسرقون وينهبون ويفسدون في الارض.





    [10-06-2019 10:41 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع