الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ما يشغل الملك في عيد جلوسه

    كنا في مطار بيروت في مثل هذه الأيام قبل عشرين عاما وقد حطت طائرة الملكية الأردنية في مطارها, وما أن وصلنا الى نقطة الجوازات حتى بادرنا الجنود الواقفون حولها بالتهنئة «مبروك عليكم الملك عبدالله ونيالكم والله».

    مرت السنوات واليوم كنت أقلب بعض الأراء, وهي التي كلما تمعنت فيها كلما زادت القناعة بأن الخيار الاستراتيجي لبلد صغير محدود الموارد الطبيعية كبلدنا هو وحده الانفتاح, الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المحسوب على حد شعره تفصلنا عن إقليم لم يهدأ على مدى قرن هو عمر المملكة الأردنية الهاشمية وقد كان خيار الملك في الاصلاحات السياسية والاقتصادية هو الخيار الإستراتيجي الذي أعطى عهد المملكة الرابعة دفعة قوية وجدد مفاصلها.

    ما الذي يشغل بال الملك في عيد جلوسه؟.. بينما تنشغل النخب في تبادل القلق وإثارة الزوابع, ينشغل الملك في فتح آفاق جديدة للأردن وهو يسير على خط رفيع وضوء نهاية النفق فيه هو مصلحة الأردن أولا وأخيرا , فلم يكن عبثا أن طرح مبكرا «الأردن أولا» وهو الشعار الذي تبنته بعده عواصم كثيرة , ولم تكن عبثا كل تلك المراجعات التي تنتهي بمبادرات قيمة لخدمة الناس ومستقبل البلاد والعباد. وإن كان نصيب بعضها النجاح فهذه هي آثارها في اقتصاد صامد رغم قسوة الظروف والعاديات وإن كانت بعضها قد أخفقت, فلأن تقاعس الأدوات التنفيذية لم تر فيها ما هو أبعد من أرنبة الأنف.

    ظل الملك مشغولا في الحصول على دعم اقتصادي للبلاد التي ترزح تحت ضغوط غير مسبوقة, لجوء سوري ضاغط وأزمة اقتصادية ذات طابع محلي, وكانت شخصيات في عمان مشغولة كليا في تفعيل مخاوف من حلول حيال التسوية في قضية العرب الأولى , وبين شد وجذب. لم يلتفت أحد إلى أن الشارع الذي كان يلتقط «المخاوف» باعتبارها واقعة لا محالة, انغمس هو الأخر في حراك من نوع أخر.

    لا أزعم انني اقرأ عن ظهر قلب أو أنني أستطيع ان أقرأ من الغيب..لكنني أزعم انني قادر على قراءة السطور الاولى في المفكرة التي يضعها الملك في جيبه أينما ذهب وفيها نقرأ..تنمية الاْردن، جذب الاستثمار، توفير فرص العمل، تحسين مستوى حياة المواطن، وفتح آفاق التجارة والصادرات.

    التضييق على الأردن بلغ ذروته لكنه سيصمدها هو ذات المشهد يتكرر، والأردن لا يبيع القدس ولن يفعل بأي ثمن، لأن القدس في عقيدته المفصل الذي لا يخضع لمفاصلة ولا مفاضلة ولا مساومة فلا ثمن لها وليس هناك ما يضاهيها قيمة على وجه الأرض حتى لو أن جهة ما عرضت 100 مليار دولار.





    [09-06-2019 09:23 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع