الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كيف يقوم الرقيب والعتيد بعملهما

    نعلم يقيناً من كتاب الله عَزَّ وجل القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ألله وكَّلَ ملكين لكل إنسان الرقيب على كتفه الأيمن وهو مسؤول عن تسجيل الأعمال الحسنة والعتيد على كتفه الأيسر وهو مسؤول عن تسجيل الأعمال السيئة (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق: 17 و 18)). ومن محبة الله بعباده وكَّل الرقيب بأن يكون مسؤولاً عن العتيد، فعندما يعمل الإنسان أعمالاً حسنة يسجلها له الرقيب بالفور في سجل أعماله ولكن عندما يعمل الإنسان أعمالاً سيئة يستأذن العتيد من الرقيب في كتابتها فيقول له الرقيب: إنتظر لعله يستغفر الله ويتوب إليه وإذا إنتهى النهار وجاء الليل يستأذن مرةً ثانية العتيد من الرقيب بالكتابة فيقول له إنتظر لعله يستغفر الله ويتوب إليه عند السَّحَر وفي هذا الوقت ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ويقول هل من مستغفر أغفر له وهل من سائل أجيب سؤاله (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (الذاريات: 18)). فإذا نام العبد ولم يستغفر ويتوب له يؤذن للعتيد بكتابة سيئاته ويقول الله : ما أقل حياء عبدي لقد نام ولم يستغفرني. كم أنت رحمن رحيم بنا يا الله.

    والذي جعلني أكتب هذه المقالة عن عمل الرقيب والعتيد هو تفكيري بكيفية تسجيل أعمال كل إنسان التي يقوم بها الملكين وعلى أية واسطه؟ فلو كانت طريقة التسجيل بأقلام وأوراق نعرف ماديتها كما هي في حياتنا الدنيا. فكم سيكون عدد أوراق هذه السجلات؟ وكم سيكون وزنها؟ لأن الملكين يسجلون كل ما يصدر من العبد من أقوال وأعمال وهواجس وحركات وغمز ولمز ... إلخ. ولكن في إعتقادي الجازم أن طريقة تسجيل أعمال كل إنسان من حسنة وسيئة بالصوت والصورة والحركة والإشارات وتقاطيع الوجه والهواجس داخل النفس وداخل العقل تكون بإستخدام أرقى أنواع التكنولوجيا الربَّانية التي تستخدم الأشعة فوق الحمراء وتحت الحمراء وغيرها مما لا يعلمها علماء عصرنا ويعلمها الله وملائكته فقط لا غير. والوسائط المستخدمه بالتسجيل أرقى بملايين المرَّات مما عندنا من شرائح التسجيل التي بسماكة أو أرق من سماكة إظفر إصبع اليد الصغير أو بحجم زر القميص. والذي يؤكد لنا كل ذلك هو لو قلنا لأي منَّا قبل عشرون أو خمس وعشرون عاماً سوف يصنع جهاز أصغر من حجم اليد تستطيع عن طريقه أن تتكلم وتسمع وترى أي شخص في أي مكان في العالم، ماذا سيكون جوابه؟ ربما تكون إجابته: هل أنت عاقل أم فاقداً لعقلك. وهل هذا ممكن أن يكون! لا أصدق. ولكن حصل ذلك ومن صنع الإنسان والآن تقريباً كل واحد منَّا يستخدم هذا الجهاز والذي نسميه الخلوي أو المحمول. وتم ذلك بإذن الله حتى نصدق ما جاء في كتاب الله عزَّ وجل (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)).

    والأغرب من ذلك هو التساؤل: أين وكيف يجلسان الملكين على كتفي كل إنسان؟ وكم وزنهما؟ وهل يستريحان وينامان عندما ينام الإنسان أم لا؟ عن الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، قال رسول اهوَ عليه الصلاة والسلام: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل. هنا يقول الحديث القلم ليفهمه كل الناس ولكن السؤال هل القلم هو القلم الذي نستخدمه نحن البشر أم قلم من نوع تكنولوجي رباني خاص راقي جداً خاص بالملائكة من صنع الله وطريقة تسجيله تختلف عن طريقة تسجيلنا تماماً. فسبحان الله عما يصفون والحمد لله ربِّ العالمين.





    [03-06-2019 10:24 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع