الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    هل سيشارك الأردن في ورشة البحرين؟
    من لقاء الملك عبدالله الثاني مع مستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنر

    أحداث اليوم -

    شفاء القضاة - تمضي الولايات المتحدة الامريكية بخطتها للسلام في الشرق الاوسط، المعروفة إعلاميا بصفقة القرن، بعقد مؤتمر البحرين منتصف الشهر القادم على الرغم من مقاطعة التنين الصيني والدب الروسي ورفض الطرف الاهم في معادلتها متمثلا بالسلطة الفلسطينية وعدم تلقي وعد بحضور أردني.

    كبير مستشاري البيت الابيض جاريد كوشنر مستمر في خطته بقيادة وفد أمريكي رفيع المستوى لحشد الدعم لورشة العمل "السلام من أجل الازدهار" المنعقدة لتشجيع الاستثمار في الاراض الفلسطينية، والتي استهلها بزيارة القدس والرباط وعمان، متسلحا بتوقيع الرئيس الامريكي دونالد ترامب لقرار ضم الجولان لدولة الاحتلال الصهيوني، مهديا إياها لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي وللتأكيد على وقوف أمريكا لجانب نتنياهو في الصفقة.

    كوشنر الذي رافقه المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جيسون غرينبلات والممثل الأمريكي الخاص لإيران برايان هوك ومساعد كوشنر آبي بركويتس، حاول إقناع الملك عبدالله الثاني بضرورة حضور مؤتمر البحرين، إلا أن الأخير تجاوز الدعوة للتأكيد على أهمية تكثيف الجهود جميعها لتحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين، لضمان إقامة دولة فلسطينية مستقله على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، دون أي التزامات سياسية على الأردن.

    وبحسب تقريرٍ أوردته صحيفة الإندبندنت العربية فحتى لحظة هبوط طائرة كوشنر في عمان، خلا الإعلام الرسمي من أي إشارة للزيارة المهمة التي أريد لها أن تحاط بالسرية لولا خبر وحيد ومقتضب نشرته وكالة الأنباء الرسمية الأردنية (بترا)، مع صورة وحيدة لطاولة مستديرة جمعت ممثلي الجانبين في قصر الحسينية، تبعته تغريدة للديوان الملكي الأردني على "تويتر".

    الزيارة المهمة والمرتقبة وعلى غير العادة لم تحظ بمراسم استقبال رسمية ولو على مستوى بروتوكولي منخفض، ووفق ما زعمته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، فإن كوشنر لم يأت إلى عمان لسماع موقف الأردن في خصوص حل الدولتين لأنه يعرفه، بل جاء لممارسة ضغوط ومحاولات لإقناع الأردن بالمشاركة في المؤتمر الاقتصادي بالبحرين، متوقعةً أن يكون كوشنر مارس خلال اللقاء ضغوطاً لضمان الحضور الأردني.

    مقرر لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية عمر قراقش يقول، إن "الأردن قد أعلن موقفه من خلال لقاء الملك بكوشنر، إذ أنه لن يشارك، وعززها بلاءاته الثلاث، التي تشدد على موقف المملكة الواضح".

    ويضيف لـ"أحداث اليوم" بأن البلاد تتعرض لضغوطاتٍ من أميركا، التي تقدم لها قرابة المليونين ونصف من المساعدات المالية، بيد أن الكرامة فوق كل شيء.

    ويتابع قراقش" لن نكون متآمريين على الشعب الفلسطيني مهما لوحوا من عقوبات"، فأي مسارٍ بدون الأردن لن يكتمل، بصفته دولةً محوريةً ومركزية، لا غنى عنها، "لن يوقفوا الدعم لأن المملكة محور الأمان في المنطقة".

    ويشدد على أن المملكة ليست ضعيفةً أو هامشية مما سيجبرهم على إعادة النظر بموقفهم تجاهها، و"سنكون قادرين على تعويض المساعدات مهما كان نوعها، يمكننا الاعتماد على أنفسنا بالتطوير والعمل".

    يؤكد رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني، أن الأهم من مشاركة الأردن أو عدمها في هذا المؤتمر، هو مدى أهميته في الوقت الحاضر.

    ويقول لـ"أحداث اليوم" إن الظروف التي تمر بها الحكومة "الإسرائيلية" تجعلها عاجزةً عن أخذ أي قرار، خاصةً في ظل إعادة انتخاباتها بعد عدة أشهر.

    ويضيف العناني بأنه "لا يوجد جهات جاهزة ومتحمسة لهذا الموضوع"، خاصةً في ظل وضوح موقف العرب خلال قمة مكة من عدم استعدادهم للدخول في حربٍ مع إيران على حساب القضية الفلسطينية.

    ويتوقع السيناريوهات المحتملة بحضور الأردن – مجاملةً - للمؤتمر لكن بتمثيلٍ ضعيف، أي قد يرسل وفدًا مشكلًا من وكيل وزارة أو ما شابه ذلك، ولن يرسل أي وزراء، مما يعني عدم مشاركته بتمثيلٍ كلي.

    ويزيد العناني بأن السيناريو الآخر المحتمل هو طلب تأجيل انعقاد المؤتمر إلى إشعارٍ آخر خلال القمة الإسلامية المنعقدة الجمعة.

    ويشير إلى أن زيارة كوشنر للأردن لم تكن موفقة، فقد أدرك أن لا أمل من التفاوض مع الجانب "الإسرائيلي"، خاصةً وأن الشعب الأردني مستعد للتحمل في حال كان هناك قرار رئيسي، في الوقت الذي يرفض فيه زيارة كوشنر ومشاركة المملكة بالمؤتمر، وهو ما يرغب بإيصاله للملك الذي له القرار بعدها، بحسب العناني.

    ويرى الخبير السياسي مفلح الرحيمي أن الموقف الأردني تجاه القضية الفلسطينية واضح في حال شارك أو لم يشارك بالمؤتمر.

    ويؤكدً لـ"أحداث اليوم" أن المملكة لن تقبل إلا بحل الدولتين وإقامة دولةٍ فلسطينيةٍ عاصمتها القدس الشرقية، وقرارات الشرعية الدولية.

    ويضيف الرحيمي بأن الأردن هو الأساس في أي مفاوضاتٍ تعنى بالقضية الفلسطينية، وله موقفه الثابت إزاءها.

    وينوه إلى أن الملك قد أعلنها أمام كوشنر بأن ليس بمقدور أي أحدٍ الضغط على البلاد، فهو يتحسس شعور الشعب الأردني، ويقرر ما به مصلحة للمملكة.

    ويلفت إلى وضوح الملك في كلمته التي ألقاها أمام الزعماء إبان قمة مكة، إذ أكد فيها دور الأردن تجاه فلسطين؛ مما دعاهم لعدم عرضها في البيان الختامي.

    وتتمسك الولايات المتحدة والبحرين في إعلانٍ واحدٍ بأن المؤتمر سيشكل فرصة جوهرية للقاء الحكومات والمجتمع المدني والقادة الاقتصاديين بهدف تشارك الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات وتوفير الدعم للاستثمارات الاقتصادية المحتملة والمبادرات التي يمكن التوصل لها باتفاقية سلام.

    ويظل موقف المملكة ثابتًا من القضية الفلسطينية، وهو ذاته الذي أعلنه الملك بلاءاته الثلاث، وفي قمة مكة المنعقدة الخميس، إذ يتمسك بحل الدولتين وإقامة دولةٍ فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بيد أن السؤال العالق يجول حول مدى جدية البلاد بهذا الموقف أمام تداعيات صفقة القرن؟ وهل سيكون عدم حضور المؤتمر بصورة قويةٍ بدءً لحقبةٍ جديدةٍ تقودها أميركا ضد الأردن؟ أم أنه التحام آخر للملك والشعب؟ أسئلة كثيرة يبحث مراقبون عن إجاباتٍ حاسمةٍ لها.





    [02-06-2019 04:10 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع