الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ستة أمور لا يعلمها إلا الله

    خلق الله الإنسان وقدَّر له عمره ورزقه وسعيد أو شقي عندما يبلغ المائة والعشرون يوماً وهو جنين في رحم أمه، وهذه الأشياء كلها سِرٌ لا يعلمها إلا الله. ونحمد الله على أنه أبقى كثيراً من أمور حياتنا سِراً لا يعلمها إلا هو ومن يشاء من ملائكته. لأنه لو علم الإنسان كم عمره لأخذ يبكي على كل يوم يمر من عمره ويتحسر ويحسب كم بقي من عمره حتى يغادر هذه الحياة، وهذا يشغله عن كثيراً من أمور حياته وربما يسبب له التعب النفسي والشقاء في حياته. وهذا يعطينا فكره عن أهمية إبقاء بعض أمور حياة الإنسان سِراً لأهمية السرية حتى يتم إنجازها لكي لا يتدخل فيها العامل الإنساني والعاطفي والفكري ... إلخ ويعطل إنجازها. عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود.

    فأول أمر: لا يعلمه الأنبياء ولا الرسل ولا البشر ولا حتى الملائكه إلا عندما يأتيهم الأمر من الله وهو علم الساعة، أي متى يكون يوم القيامة وتنتهي الحياة الدنيا؟ (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الأعراف: 187)). وثاني أمر: هو متى يُنَزِلُ الله الغيث من السماء وإذا تأخر نزول الغيث يطلب من الناس أداء صلاة الإستسقاء (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (الشورى:28)). وثالث أمر: هو أنه لا يعلم الإنسان ما تحمل الأنثى في رحمها ذكر أم أنثى أم توأم أو غير ذلك إلا ما شاء الله وقد تم معرفة نوع المولود عن طريق بعض الأجهزة بعد الشهر الرابع وليس قبل ذلك في أواخر الثمانينات وبأمر الله (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (الرعد: 8)). ورابع أمر: هو أنه لا يعلم أي إنسان ماذا سيكسب في غده من رزق كتبه الله له. والأمر الخامس: هو أنه لا يعلم الإنسان بأي أرض سوف يتوفاه الله وقد شمل الله كل ما سبق علاوة على ما إستشهدنا به من آيات في الثلاثة أمور التي ذكرناها في الآية التالية (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان: 34)).

    والأمر السادس:وهو الأمر الذي حَيَّر وعَجَّز علماء العالم أجمع حتى هذه الأيام وهو ماهية الروح حيث قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء: 85)). وما دامت هذه الأمور الستة التي ذكرناها والتي تتحكم في حياة الإنسان بأكملها بيد الله سبحانه وتعالى، فلماذا التذمر والتأفف والهلع والفزع والخوف وعدم الرضا والسخط على ما يحصل من أحداث مع الإنسان وعلى ما في هذه الدنيا من أمور لا تسر البال ... إلخ. فلماذا لا نعمل ما نستطيع عمله كل حسب قدرته ونتوكل على الله في جميع أمور حياتنا وآخرتنا لأنه هو العليم الخبير والقادر على كل شيء؟.





    [31-05-2019 11:37 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع