الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    ثوابت الدولة الأردنية بمواجهة تغيير أعداء الخليج وحسم جدل قمتي مكة
    الملك عبدالله الثاني - أرشيفية

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - يشارك الأردن، اليوم الخميس، في القمة العربية التي دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لمناقشة اعتداء إيران على أربعة سفن في المياه الإقليمية لدولة الإمارات والهجوم على منشآت نفطية داخل الأراضي السعودية وتداعيات الحادثين على المنطقة.

    الأردن أعلن مشاركته في القمة الطارئة من خلال وفد يترأسه الملك عبدالله الثاني لحضور القمة، قبل أن يشارك أيضًا بالقمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي ستعقد في مكة المكرمة، غدًا الجمعة.

    جدول أعمال القمتين خلا من تناول القضية الفلسطينية وركز على الخطر الذي يحيط بدول الخليج والمنطقة في ظل تصاعد التهديدات الإيرانية والأمريكية خلال الأيام القلييلة الماضية.

    المملكة راوغت بشأن قبول الدعوة إذ سبقها سفر الملك إلى الكويت والإمارات في محاولة لحشد تأييد للموقف الأردني تجاه ما يدور في المنطقة، قبل أن يلتقي الملك في عمّان كل من الرئيس العراقي والفلسطيني، حيث شدد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأردن.

    وبعد إعلان الأردن مشاركته في القمة ومحاولات حشد تأييد لموقفه الثابت إزاء القضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية على المقدسات اللتان تجاهلتهما قمتي مكة، قد لا تخلو القمة من الأجواء المثيرة للجدل والاختلافات خاصة أن بعد رفض الأردن الالتزام بالمشاركة في مؤتمر البحرين الاقتصادي والذي يعد نقطة الانطلاق لتحقيق "صفقة القرن" على أرض الواقع وإن كانت بالشق الاقتصادي على الأقل.

    عوامل كثيرة قد تحكم موقف الأردن في القمتين العربية والإسلامية منها تأييد الموقف الأردني والالتفات إلى الخطر الذي يحدق به من الجانب "الإسرائيلي"، وهو ما تحاول بعض الدول التقليل منه باعتبار إيران الخطر الأول في المنطقة.

    إلى جانب التهديد "الإسرائيلي" للأردن، فإن المملكة ملتزمة بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية وبالتالي فإن أي قرار لا يتضمن السلام على أساس حل الدولتين فهو باطل، إذ تسعى للحل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

    ويرى المحلل السياسي أحمد أبو غنيمة أن على العرب الاتفاق في هذه القمة على أن "إسرائيل" هي الخطر والعدو الأول للعرب وليس إيران.

    ويقول أبو غنيمة لـ "أحداث اليوم"، إن أمريكا تستخدم الدول العربية كدرع حماية من الخطر الإيراني الذي تزعمه، في حين أنها لا تبحث سوى عن مصالحها في المنطقة.

    ويضيف أن أمريكا هي من سمحت لإيران بالتوسع والتمدد في دول العالم وخاصة في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان، وأن حرب التصريحات الأخيرة بين الجانبين ما هي إلا ابتزاز لدول الخليج من أجل شراء السلاح بالمليارات وبدون وضع المنطقة في أجواء حرب لن تستطيع بيع أي قطعة سلاح.

    ويشير أبو غنيمة إلى أن على العرب توجيه البوصلة إلى اعتبار "إسرائيل" العدو الأول في المنطقة لمواجهة "صفقة القرن" والتمدد "الإسرائيلي" في المنطقة.

    ويتابع أن موقف الأردن والملك لن يغيره أي شيء وأن أي محاولة للالتفاف على المملكة لتغيير الوجهة عن خطر "إسرائيل" لن تنجح في ظل إصرار الملك على اللاءات الثلاث واللحمة الشعبية والوقوف خلف الدولة في اعتبار "إسرائيل" الخطر الأول الذي يهدد استقرار الأردن.

    من جهته يؤكد نائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني أن عقد القمة العربية مثير في هذا الوقت خاصة بعد طلب الملك سلمان وموافقة كل من الإمارات والبحرين.

    ويبيّن العناني لـ "أحداث اليوم"، أن الأردن حشد تأييدًا لموقفه الثابت من القضية الفلسطينية قبل التحرك نحو مكة للمشاركة في القمة العربية، حيث تم التأكيد على موقفه إزاء "صفقة القرن" وهو ما يعني الأردن.

    ويلفت إلى أن السعودية ستحاول تبني موقف للحرب على إيران واعتبارها العدو الأول الذي يهدد استقرارها بالمقابل على الدول العربية إقناع السعودية إلى خيار عدم الحرب لأن دفع المنطقة للحرب مكلف وباهظ ولن تنتهي هذه الحرب بسرعة خاصة أن الدول النفطية ستكون هدفًا لإيران.

    ويشدد على أن السعودية لا تستطيع إقناع بعض الدول مثل سوريا والعراق من إتخاذ موقف عدائي من إيران لأن لديها علاقات ومصالح مشتركة، وكذلك الأمر مع الدول العربية في أفريقيا لأن لديهم قضايا أهم وبعض الدول الإسلامية ستتخذ ذات الموقف.

    وبشأن عدم دعوة إيران للقمة الإسلامية يقول العناني إنه يجب دعوتها والاستماع إلى رأيها وعدم التمسك بالاستاع لطرف واحد فقط، وأن هناك الكثير من الدول لا تريد الحرب مع إيران وعدم وجودها في القمة سيخلق أزمة داخلها.

    ويتابع أنه يمكن في النهاية الطلب من إيران عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، واعتبار أي اعتداء من أي طرف على الآخر أو استخدام أمريكا للدول العربية في فرض حصار اقتصادي على إيران بمثابة الاعتداء.

    واتفق مراقبون في وقت سابق أن الأردن لا يدعم الحل العسكري والحرب على إيران، ودعم الحل السياسي إذا تضمن إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل سواء أكانت في إيران أو "إسرائيل".

    وقالوا لـ "أحداث اليوم"، إن الأردن يشدد على عدم تحويل الانتباه عن القضية الأولى في الشرق الأوسط وهي القضية الفلسطينية، وخاصة في ظل الحديث عن طرح أمريكا لخطة السلام أو ما يعرف بـ "صفقة القرن" بعد شهر رمضان، مع التأكيد على أن الدبلوماسية الأردنية تعرف أنه لن يكون هناك حرب في المنطقة.

    وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط كإجراء دفاعي لا أكثر، في حين يدور حديث حول صفقة أسلحة أمريكية مع السعودية والإمارات والأردن من أجل ردع إيران إذ قدرت قيمة الصفقة بنحو 8.1 مليار دولار.

    قبل أن ترد إيران بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي تعبر منه يومياً 35% من إمدادات النفط العالمية التي تنقل بحراً، في حال وقعت حرب.

    وتدخلت سلطنة عُمان كوسيط لتهدئة الأوضاع بين طرفي النزاع في محاولة لردع خطر نشوب حرب قد تضر بالعالم أجمع، لترد عليها إيران بطرح مبادرة "عدم الاعتداء" بينها وبين دول الخليج التي تعتبر كمؤشر جيد وإيجابي يدحض التوتر في المنطقة.





    [30-05-2019 01:11 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع